recent
أحدث المواضيع

جاسوس فى شارع الصحافة : بقلم محمد عبدالله

 جاسوس فى شارع الصحافه !!

حتى وقت قريب لم اكن اصدق ان الكاتب الكبير الرائع مصطفى امين قد تورط بالفعل وتجسس بالفعل على مصر لصالح امريكا فى الفترة من منتصف الخمسينيات .. 

 إلى أن تم القاء القبض عليه: 

عام 1965 وسجنه بتهمة التخابر مع دولة اجنبية حتى اصدر الرئيس السادات قراره بالافراج عنه بعد ان امضى 9 سنوات فى السجن .. لم اكن اتخيل ان تكون هذه القصة حقيقية .. خاصة وان احداثها وقعت فى عصر من الشك .. عصر كان شعاره العام ومزاجه العام : انا اشك ، اذن فأنا فى أمان .. ايضا لم اصدق لأننى عشت وشفت مصطفى امين شخصيا فى مكتبه باخبار اليوم .. كان ملء السمع والبصر ، ومحل تقدير واحترام من الجميع .. ومازلت اتذكر يوم خرجت جنازته من دار اخبار اليوم فى مشهد مؤثر .. فأنا لم اكن اعرف ابدا أن التجسس والخيانة من التهم التى تسقط بمرور الزمن .. يعنى لم يكن من المعقول او المقبول بالنسبة لى ان يكون هذا الرجل الطيب المتواضع الذى رايته بعينى وصافحته بيدى جاسوسا سابقا .. ففى تقديرى ايضا ان الخيانة والتجسس من الجرائم التى لاتقبل فيها توبة – على الاقل فى الدنيا اما الاخرة فعلمها عند ربى - واعترف لك بأن موهبة مصطفى امين وتجربته الصحفية كانتا مصدر اعجابى وتقديرى ، ودهشتى ايضا، ربما اكثر من توءمه على امين – جايز لانى لم اعرف على امين ولم اره شخصيا .. المهم اننى ادين بالفضل فى تصحيح معلوماتى عن مصطفى امين وقضيته لرئيس التحرير الاستاذ لبيب السباعى الذى قرأ ما كتبته عن مصطفى امين فى مقال سابق عندما قلت انه كتب هذه العبارة " طغى وبغى واستبد ، قطع السنة المعارضين .. فرض الصمت على امة بأسرها .. كل حديث مسجل ووراء كل باب اذن تسمع " وقلت ان مصطفى امين كان يتحدث عن سموزا حاكم نيكاراجوا لكن الرئيس السادات فهم انه هو المقصود فاعتقل مصطفى امين ..


وفى اليوم التالى لنشر مقالى :

قدم لى الاستاذ لبيب السباعى على سبيل الاعارة لمدة محددة وقصيرة جدا كتاب الاستاذ محمد حسنين هيكل الممتع " بين الصحافة والسياسة " وفيه القصة الكاملة للقبض على مصطفى امين متلبسا بالتخابر لصالح امريكا .. وقد صدر هذا الكتاب قبل وفاة الاستاذ مصطفى امين بحوالى 13 سنة وفى مقدمته اشار الاستاذ هيكل الى انه قصد ان يصدر هذا الكتاب فى حياة مصطفى امين حتى يرد عليه .. يكذبه .. ينفى .. يطلب اعادة محاكمته من جديد .. لكن شيئا من هذا لم يحدث .سكت مصطفى امين عن الرد على اتهامه بالخيانة .. وكان اتهاما موثقا بالمستندات .. قرأت الكتاب لاكتشف اننى " لبست " اكبر مطب فى شارع الصحافة .. سقط التاريخ والانسان والعقل .. على فكرة فى السياسة عادى جدا .. كل شىء ممكن ووارد وعلى فكرة ايضا ، لم اكتف بالكتاب الذى اعدته الى صاحبه قبل نهاية المدة ، لكنى بحثت فوجدت كتاباً صدر مؤخرًا في الولايات المتحدة تحت عنوان «ميراث من الدماء.. تاريخ وكالة المخابرات المركزية الأمريكية».. والكتاب موجود على أكثر من موقع علي الإنترنت وهو من تأليف «تيم وينر» مراسل صحيفة «نيويورك تايمز».. وقد عمل في أفغانستان وباكستان وأغلب بلاد الشرق الأوسط ومنها مصر، ويقوم منذ عشرة أعوام بتتبع وتغطية أنشطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.. وقد حصل كتاب «ميراث من الدماء» الذي ألفه «تيم وينر» علي جائزة بوليتزر الأمريكية الصحفية الشهيرة اعترافا بأهميته ودقته، وجاء فى الكتاب ان الـ«سي آي إيه» كانت تدفع لمصطفى امين الأموال مقابل الحصول علي معلومات وعلي نشر تقارير إخبارية مؤيدة للسياسات الأمريكية، كما يؤكد الكتاب بالوثائق والاعترافات والأدلة، حيث كان مصطفي أمين علي قائمة من تدفع لهم المخابرات الأمريكية مبالغ مالية، وأن مدير المحطة واسمه «بروس أوديل» كان يتقابل بصفة منتظمة مع مصطفي أمين في شقته بالزمالك! وهو ما جاءت تفاصيله فى كتاب الاستاذ هيكل .. على فكرة كمان .. ليست هذه هى القضية التى اريد ان الفت انتباهك اليها فى هذا المقال .. وانما هناك تفصيلة بدت صغيرة جدا بين السطور وهى باختصار- انه بعد وفاة الرئيس عبد الناصر وتولى الرئيس السادات ..


 وبعد انتصار اكتوبر..

 بعام تقريبا طلبت الادارة الامريكية من مصر ان تفرج عن عدد من السجناء المهمين بالنسبة لامريكا .. وكان منهم الاستاذ مصطفى امين .. حتى ان الرئيس السادات اصر على ان يفرج عنه وسط مجموعة من عملاء امريكا لتكون رسالة واضحة للناس بانه واحد منهم .. وحسبما ذكر الاستاذ هيكل فى كتابه فانه قال للرئيس السادات إن على امين مستعد للحضور من لندن التى كان يقيم فيها طوال تلك الفترة ليستقبل توءمه لحظة خروجه من السجن ثم يغادران القاهرة معا الى لندن مرة اخرى .. فقال الرئيس السادات بالنص : يغوروا هم الاتنين على اعتبار ان على امين ايضا لم تكن صفحته بيضاء ! وماهى الا شهور يا استاذ وكان على امين رئيسا لتحرير الاهرام .. ولما لفظه الاهرام باعتباره عضوا غريبا عن جسم هذه المؤسسة العريقة ، كانت المفاجأة الاكبر ، فقد اصدر الرئيس السادات قرارا بتعيين مصطفى امين رئيسا لمجلس ادارة اخبار اليوم ، وعلى امين رئيسا للتحرير .. وهو الذى كان يقول " يغوروا هم الاتنين " هذه هى القصة .. اقرأها مرة او مرتين .. وحاول ان تجيب عن هذه الاسئلة : 
1. هل كنت تعرف هذه الحكاية ؟
2. ما هو شعورك الان ؟ 
3. هل توقعت ان تبلغ قوة امريكا هذا الحد .. ومنذ ذلك التاريخ ؟
4. هل تدفعك هذه القصة للشك فى بعض رؤساء التحرير ؟ 
5. هل توجد مطبات اخرى فى شارع الصحافة لم تكتشف بعد ؟
6. تفتكر ان هذا المقال ( حايعدى ) ولا ممكن يعمل لى مشاكل ؟


مصطفى أمين ..عبرة المثقف الجاسوس !!

تقرير خاص بوكالة سيفن دايز نيوز/ بتاريخ 13- أبريل- 1997 رحل مصطفى أمين إلى ربه تاركا وراءه إشكالية كبيرة تختفي وراء سؤال خطير هو: هل كان الرجل فعلا عميلا للمخابرات الأمريكية؟ وتبدأ قصة مصطفى أمين مع هذه التهمة من يوم 22 يوليو 1965 ، حين ألقي عليه القبض في منزله بالإسكندرية ، في جلسة في حديقة المنزل مع مندوب المخابرات الأمريكية بروس تايلور أوديل، الذي كان على صلة وطيدة به. ووُجهت إلى الكاتب الشهير تهمة العمل لصالح وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) والتجسس لصالحها. وقد شملت المعلومات التي قدمها مصطفى أمين للمخابرات الأمريكية معلومات عن صحة الرئيس جمال عبد الناصر، وأخرى عن مدى تغلغل الشيوعيين في أجهزة الدولة ووسائل الإعلام، علاوة على معلومات عسكرية عن التسليح السوفييتي لمصر كذا عن حرب اليمن التي كانت مصر تخوضها. وقد اتضح من خلال القضية أن مصطفى أمين كان يستخدم بعض محرري جريدة "الأخبار" للحصول على المعلومات ، مقابل مكافآت مالية. وقد حوكم مصطفى أمين فيما عرف باسم القضية رقم «1» وقضى 9 سنوات في السجن إلى أن أصدر أنور السادات عفوًا عنه سنة 1974. ويذهب بعض العارفين بخبايا السياسة في ذلك الوقت، إلى أنّ السادات تعرّض لضغوط أمريكية للإفراج عن مصطفى أمين، الذي تحوّل بعد بضعة أعوام إلى أحد خصوم السادات نفسه، وذلك حين وصف انضمام نواب حزب مصر العربي الذي كان يرأسه ممدوح سالم رئيس الوزراء في ذلك الوقت إلى الحزب الوطني الذي أسسه السادات في 1978 بـ«الهرولة».. وقد أثار ذلك السادات الذي وصف مصطفى أمين بأنه " كاتب مغرض". تحولت هذه القضية إلى قضية سياسية بامتياز، حاول أنور السادات استغلالها ضد جمال عبد الناصر، كما حاولت قوى إقليمية الاستفادة منها ، خاصة بادعاء مصطفى أمين وتلاميذه في «أخبار اليوم» أنه كان يتقابل مع مندوب المخابرات الأمريكية بعِلْم عبد الناصر. ورغم كل المتاح من النشر ورفع قضايا إعادة الاعتبار ، إلا أنّ مصطفى أمين لم يسلك تلك المسالك..
مع هيكل..


في بادئ الأمر :

وطوال عقود مضت، قيل أنّ مشكلة مصطفى أمين ليست مع جمال عبد الناصر، بل مع محمد حسنين هيكل الذي أراد أن يخلو له الجو، إذ كان مصطفى بوزن هيكل في مصر، كما أن مصطفى أمين كان مقرّبا من جمال عبد الناصر، لذلك يقول البعض أنّ هيكل يكون قد فكّر في إبعاد منافسه بإلصاق هذه التهمة. ولعل ذلك هو ما جعل اتهامات هيكل لمصطفى أمين لا تُعطى الكثير من المصداقية، وكان هيكل قد نشر في منتصف الثمانينيات كتابا مسلسلا في جريدة "الشعب" (لسان حزب العمل الاشتراكي ) بعنوان " بين الصحافة والسياسة"، وقد اشتمل ذلك الكتاب على خطاب كتبه مصطفى أمين لجمال عبد الناصر يعترف له فيه بعلاقته بوكالة الاستخبارات المركزية، ويطلب منه الصفح عن ذلك. مع العلم أن مصطفى أمين لم يُعلّق بعد ذلك على تلك الوثيقة ولا على ما قاله هيكل.. عام 1990 أصدر الأستاذ هيكل كتابه ( الانفجار 1967 ) ، ليعيد اتهام مصطفى أمين ، وقد نقل هذه المرة محضر لقاء بين الرئيس عبد الناصر وذو الفقار بوتو وزير خارجية باكستان آنذاك ، وفي اللقاء أدان عبد الناصر مصطفى أمين ونقل إلى بوتو وقائع قضيته في معرض الحديث عن تآمر الأمريكيين على مصر. ولمدة 13 عاما كاملة بعد صدور كتاب ( بين الصحافة والسياسة ) ، و7 سنوات على صدور كتاب ( الانفجار 1967 ) ، وحتى يوم 13 أبريل 1997 يوم وفاة الأستاذ مصطفى أمين، لم يحدث أن تحدّث أو كتب مصطفى أمين شيئا يرد به على هيكل أو يدافع به عن براءته.


صلاح نصر يؤكّد:

وقد قال مصطفى أمين لبعض الصحف اللبنانية أنّ مدير المخابرات العامة صلاح نصر كان متأكدا من براءته وأنه على استعداد للشهادة بما يبرئه من هذه التهمة، لكنّ صلاح نصر كذّب ذلك في كتابه " عملاء الخيانة وحديث الإفك"، الصادر عام 1975م ، مؤكدا علاقة مصطفى بالمخابرات الأمريكية، وقد ذكر أيضا أنّ جهاز مكافحة التجسس المصري كان يحتفظ بملف لـ«مصطفى أمين» حول علاقته بالمخابرات الأمريكية حتى من قبل ثورة يوليو 1952 وأنه تعرف على مستر «كافوي» سفير أمريكا في مصر بعد الحرب العالمية الثانية وأن هذا عرف بمستر «ليتلاند» ضابط المخابرات الأمريكي الذي عمل في السفارة الأمريكية تحت مسمى ملحق سياسي، وأنه اتصل بضباط المخابرات الأمريكية مثل كيرمين روزفلت ومستر لى إيان ومايلز كوبلاند وبيل ميللر وجون سايدر وبروس تايللور وأن جون سايدر الملحق السياسى بالسفارة الأمريكية ب "القاهرة" عرفه بالمدعو «بروس أوديل» وقدمه له على أنه خبير بشئون الشرق الأوسط، وأنه واحد من أهم موظفي السفارة وصاحب نفوذ على السفير، واتضح أن «أوديل» هذا هو مدير محطة المخابرات الأمريكية في سفارتها في القاهرة.


جهيزة التي قطعت ...

كان اللغط قد ازداد بمرور السنوات، وكان عند البعض مبرراته لعدم تصديق رجل استخبارات هو صلاح نصر، أو رجل إعلام كان يريد أن يكون الوحيد المقرّب من جمال عبد الناصر هو محمد حسنين هيكل. لكنّ التأكيد جاء هذه المرة من الجانب الأمريكي، في كتاب صدر مؤخرا في الولايات المتحدة بعنوان " إرث من الدماء – تاريخ وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية". والكتاب عمل موسوعي يقع في 720 صفحة من السرد لتفاصيل السي آي إيه منذ إنشائها عام 1947 وحتى نهاية عصر جورج دبليو بوش، مرورا بـ 16 رئيسا تعاقبوا عليها. أما المؤلف فهو "تيم وينر" ، المراسل الخارجي لأهم الصحف الأمريكية وهى صحيفة «نيويورك تايمز».. وقد عمل "تيم " مراسلاً لصحيفته في أفغانستان وباكستان وأغلب بلدان الشرق الأوسط وعلى رأسها مصر، وبعد أن تفرغ لمكتب الجريدة في العاصمة الأمريكية واشنطن منذ 10 أعوام قام بتغطية أنشطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والجيش ووزارة الدفاع الأمريكية.. وقد حصل هذا الكتاب على جائزة بوليتزر الأمريكية الصحفية الشهيرة لدقة معلوماته وأهميتها والجرأة في إخراجها. ففي جزء خاص بسلسلة إخفاقات الوكالة عبر ستين سنة ، بدءً برؤسائها: جون ماكون (1961 ـ 1965) وليم رابورن (1965 ـ 1966) وريتشارد هيلمز (1966 ـ 1973 )، وتحت عنوان " الاعتبارات الأولية يجب أن تكون الحساسية السياسية" يتحدث الكاتب عن أن ريتشارد هيلمز مدير المخابرات الأمريكية وأكثرها إثارة للجدل فى الفترة من 30 يونيه 1966 وحتى 2 فبراير 1973 قد تولى منصبَه تسبقه القليل من الانتصارات والنجاحات للوكالة ووسط حالة وطوفان من الأخطاء والفوضى، وكانت أكثر هذه الأخطاء قادمة من محطة المخابرات في السفارة الأمريكية فى القاهرة.. في هذه الفترة قام مكتب «مصر» في الخارجية الأمريكية بـ«واشنطن» بإخبار «ليوك باتل» مساعد وزير الخارجية الأمريكي الجديد لشؤون الشرق الأوسط بتسبب قسم العمليات في المخابرات الأمريكية في مشكلة كبيرة.. كان حاكم مصر في ذلك الوقت الرئيس جمال عبد الناصر يشتكى بصورة متواصلة ـ وليس للمرة الأولى وبأسباب مقنعة ـ من أن وكالة المخابرات الأمريكية تسعى بكل دأب للإطاحة بنظامه الحاكم.. وقال مكتب «مصر» في رسالته إلى «ليوك باتل» يبدو أن الـ" سي آي إيه" تأمل في التعتيم على هذه الحوادث ودفنها تحت الأغطية وهذا ما لا يجب أن يسمح به". وكان «ليوك باتل» يعرف ما يمكن أن تجره عمليات المخابرات الأمريكية في القاهرة من متاعب.. لقد كان «باتل» نفسه سفيرًا للولايات المتحدة في القاهرة سابقا (وقبل أن يصبح مساعدًا لوزير الخارجية) وحدث أن قام ضابط مستهتر يتبع المخابرات بكشف علاقتها مع محرر صحفي بارز يدعى مصطفى أمين لإحدى صحف القاهرة. كان أمين مقربًا من عبد الناصر وكانت الـ"سى آى إيه" تدفع له الأموال مقابل الحصول على معلومات وعلى نشر تقارير إخبارية مؤيدة للسياسات الأمريكية.. وكان مدير محطة المخابرات في السفارة في القاهرة يكذب على السفير بخصوص علاقة الوكالة بـ" مصطفى أمين". ويقول «باتل» إن أكاذيب مدير المحطة انكشفت واتضح أن مصطفى أمين كان على قائمة من تدفع لهم المخابرات الأمريكية مبالغ مالية، وأن مدير المحطة واسمه «بروس أوديل» كان يتقابل بصفة منتظمة مع مصطفى أمين، وتم التأكيد لي أنه لم يتم تبادل أي أموال معه في مصر، ولكن حدث أن هناك صورة التقطت لإحدى الصفقات وتم القبض على مصطفى أمين وتصدرت القضية عناوين الصحف حول العالم وبها صورة بارزة لـ«أوديل» الذي كان يعمل تحت غطاء دبلوماسي.. وتمت محاكمة مصطفى أمين وتم تعذيبه بوحشية وظل في السجن لمدة 9 أعوام. وقد حاول ريتشارد هيلمز مدير الوكالة الجديد في 1966 بعد سلسلة من الإخفاقات أهمها انكشاف قضية مصطفى أمين أن يعيد الثقة في الوكالة، وأن يأتي الرئيس ليندون جونسون لزيارة مقر الوكالة في"لانجلي" في فرجينيا وإلقاء خطاب أثناء احتفالات الوكالة بعيدها العشرين في سبتمبر 1967م.".

الأسئلة الشائكة لمثقفي السفارات:

كان ذلك بعض مما قاله الكاتب الأمريكي ليقطع الشك باليقين. لكن السؤال الذي يلحّ على من يعرف مصطفى أمين ، هو: لماذا تجسّس؟ ما الذي كان ينقص رجلا قيل عنه أنه لم يكن معوزا من الناحية المادية، وهو صاحب دار أخبار اليوم، رغم أن هيكل يقول عنها: "إن دار أخبار اليوم تم إنشاؤها بأموال المخابرات الأمريكية ،بعد الحرب العالمية الثانية ،عندما أيقنت الولايات المتحدة بخروجها منتصرة ، من الحرب بدأت إنشاء سلسلة من دور النشر الصحفية التي كان عليها ، أن تروج لسياسة الولايات المتحدة ،ونمطها في الحياة ، وتدافع عن توجهاتها ومصالحها".؟! أما من الناحية المعنوية، فما الذي كان يبحث عنه شخص قيل عنه أنه كان محركا مشهودا له للرأي العام، صانع احتفال عيد الأمّ، زوجا لأمّ كلثوم، وصديقا لعبد الحليم حافظ وشادية، وأمين سرّ لفاتن حمامة، وأستاذا لجيل من الكتاب والصحافيين؟! لقد قيل عنه أنه " العملاق الذي تجسّس"، وقيل أنه تاب في آخر حياته وأدرك أنّ الولايات المتحدة تملك أن تورّط المتعاملين معها، لكنها لا تملك أن تحميهم من دخول الصفحات السوداء في التاريخ.. وقيل غير ذلك. اليوم ومع تراجع مشروع الغرب في المنطقة العربية، هل أدرك المثقفون المرتبطون بسفارات الدول الغربية أنّهم لم يفعلوا أكثر من أنّهم باعوا أنفسهم للوهم؟
سؤال بريء..لكنه خطير.
.

google-playkhamsatmostaqltradent