recent
أحدث المواضيع

مجدى الحداد يكتب : أتدرون ما هو الأفلاس ؟!

الحجم

أتدرون ما هو الإفلاس ؟!

عندما تداهم فى كل خطوه بمن يطلب منك التبرع ــ وانت المعدم أصلا ــ وذلك على مدار العام ، وليس في شهر رمضان فقط .اتبرع لمستشفى 75357 ، واتبرع لمستشفى مجدي يعقوب ، اتبرع لجامعة زويل ، أتبرع لمستشفى السرطان ، اتبرع لبناء مسجد ، أتبرع لفرش مسجد ، أو استكمال بناءه ، أكفل طفل يتيم ، أتبرع لتوصيل خط مياه لقرية فقيرة ، 


اتبرع لحفر بئر ؟؟

 في القرية الفلانية ، اتبرع لجهاز عروسة ، أتبرع لبناء وحدة صحية في المكان الفلاني ــ وابقى قابلني إذا وجدت خدمة مجانية أو حتى مدعمة ، أو أي خدمة حقيقية بعد بنائها ــ اتبرع لبناء مدرسة ، اتبرع لبناء معهد أزهري ، اتبرع لدفع مصاريف الطلبة الغير قادرين .. اتبرع .. اتبرع .. تبرع !


أما ثلاثة الأثافي وكما يقولون !!

فهو إنشاء صرح ضخم ، وبمعرفة مستشارين أجانب لدينا هنا خاص ببلازما الدم ، وبعد أن تم الانتهاء تقريبا من إنشاءه فوجئت بلافتة كبيرة عريضة ــ وتضاء ليلا بأضواء مبهرة ــ مكتوب عليها : " التبرع باللبلازما " ــ نا هيك هنا عنا حتى حملات التبرع بالدم ، والتي لا تنقطع على مدار العام !


طب ما هو دور الدولة إذن ؟؟

 ولا حتى ما هو مبرر وجودها إذا كانت ترمي بكل حملها وثقلها ، وحتى ما يجب أن يكون واجبا والتزاما حصريا لها تجاه مواطنيها ، فتعود وترمي بكل ذلك على المواطن نفسه ؟! وبعيدا عن التبرع فإن حوالي 70% من موارد الدولة يعتمد على الضرائب المباشرة وغير المباشرة ، والإتاوات المفروضة على المواطنين !


يعني هيبقى ضرايب و فقر وتبرع كمان !؟

 واللي أحيانا بيكون إجباري ، مما ينفي عنه صفة " التبرع " ؛ كأن يطلب منك صراحة ، وفي مواقف معينة ، ولفئات معينة من أصحاب الأعمال ، أن تتبرع لصندوق تحيا مصر ، والذي ليس عليه رقابة من أي جهة بالمناسبة ، والتبرع هنا يكون عادة بالملايين ، وإلا تعطلت مصالحك وتوقفت مشاريعك وضاعت فلوسك ــ ويسألونك عن هروب المستثمر الأجبني ! ، أو عدم قدومه أصلا ــ  ومع ذلك ، 


فعلى الرغم من تبرع صفوان ثابت 

بما يربو من ــ وحسب ما قيل ــ من ال 10 ملايين جنيه ، إلا انه أُجبر على بيع حصته في شركة جهينة ، وبقية القصة معروفة !
وبعد هذا التبرع ، والجبايات ، والضرائب ، والرسوم ، والجمارك ، يكون هناك اقتراض من الخارج ؟ ، وكمان الأعلى في كل تاريخ مصر ، بحيث أقترب الدين الخارجي فقط من 160 مليار دولار ، والداخلي 4 ترليون جنيه !


طيب بقى عندنا دالوقتى !

 تبرعات + ضرائب + قروض داخلية وخارجية + تسول من الخارج ؛ مش من حقنا نسأل أين تذهب ، أو ذهبت كل هذه الأموال ، وحيث يفترض أن تحدث قفزة نوعية في التنمية ينعكس أثارها إيجابا وليس سلبا على حياة المواطن ؟


لأ . ده ولسه في بيع الأصول 

 بعد تيران وصنافير ، جاء الدور على قناة السويس ، وسبق ذلك كله بيع شركات القطاع العام الناجحة والمربحة برخص التراب ــ ناهيك عن المشاريع الفاشلة ، والتي لم يحاسب عليها أحد ؛ كقناة السويس الجديدة ، ومدينة دمياط الجديدة للأثاث!


يعني بقى عندا دلوقتي !!

 5 مصادر رئيسية للدخل القومي ، وهي : تبرعات +ضرائب + قروض + تسول من الخارج باسم مصر وشعبها طبعا +بيع أصول ، ويقابل ذلك إنعدام أي خدمات حقيقية مقابل ما يستنزفه هذا النظام من جيوب المواطنين وثرواتهم المنقولة والثابتة ؛ الخاصة والعامة .. وهنضطر ننسى بقى ثرواتنا ومواردناىالطبيعية من نفط وغاز وذهب ومعادن حتى نادرة ، وكأننا لا نملك شيء من كل هذا ، 

فأين إذن ؟

 وبالورقة والقلم ، ذهبت كل تلك الأموال ؟ ، أين أنفقت ؟ ، وحياة المواطن تزداد سؤا من بعد سؤ ، وكربا من بعد كرب ، وارتفاع معدلات الانتحار والعنوسة والجرائم النوعية ، وغيرها من موبقات مستحدثة حقيقة على المجتمع المصري؟


فين الدولة ؟ ، فين دورها ؟

ـ نظام لا يفكر إلا في الجباية ، وبشتى أنواعها ، ثم بيع الأصول ، ولم يخطر بباله أبدا أن يفكر ويبتكر في الانتاج ، ويحض على ذلك ، فماذا يمكن أن يكون مصيره ، أو حتى مصير البلد الذي يحكمه ،و الشعب الذي أُبتلي بحكمه ؟ 

الإفلاس طبعا !!

 وبشقيه المادي والمعنوي . ولكن هذا الإفلاس سوف يكون نذيرا بانتهاء الوجود ، وخاصة بعد أن تنازل عن حقوق مصر التاريخية في مياه النيل ، والذي هو حرفيا شريان حياة مصر والمصريين !

google-playkhamsatmostaqltradent