recent
أحدث المواضيع

نصر القفاتص يكتب : وزير الماليه والغيبوبه !!

وزير الماليه والغيبوبه ؟؟

رأيت أن أكتب للذين يقرأون.. لا يشغلنى الباحثين عن جملة لا تعجبهم.. فقرة يفسرونها وفقا لخيالهم, سواء كان مريضا أوساذجا.. أتمنى أن أملك القدرة على جذب عقول بعض منا, جرفتهم أمواج اليأس والإحباط – معهم بعض الحق – أملا فى أن يغادروا بحر واقع شديد المرارة!! مضطر فى البداية لإعلان موقف واضح: "سيبقى الفشل حليف كل دعاة المجتمع المغلق" وأن نهاية كل من يراهن على نفسه فقط كانت – وستكون – مأساوية.. إيمانى لا يتزعزع فى أن مصر كانت قبلنا.. وستبقى بعدنا.. ذاقت مرارة هزائم عديدة.. صنعت انتصارات وإنجازات عظيمة.. حاصل الجمع والطرح أنها كانت – ومازالت – وستبقى "أم الدنيا" باعتبار أن هذه حقيقة يؤكدها التاريخ والجغرافيا.. 


شرحها "جمال حمدان" 

فى موسوعة "شخصية مصر" ورحل لحظة أن فقدنا العقل والوعى!!"يتفق الذين يعرفون مع من يرفضون المعرفه ، على أن مصر على حافة بركان !!يراهن البعض على عوامل غيبية لإنقاذ مصر.. يرى الذين يحترمون العقل, أن الإنقاذ صعب.. لكنه ليس مستحيلا.. يعتقد مدمنى الوهم أن كسب الوقت بالقفز للأمام قد ينقذ السفينة.. تلك قضيتهم.. أما قضية الوطن التى لا خلاف عليها, فهى هذا الطريق المسدود الذى أخذناه!! لا أجادل الذين يرفضون سماع غير "أغنية الإنجازات" لأنه تحقق بالفعل إنجازات.. فقط أرجوهم أن يسمعوا موال "الأزمات الحزين" حتى دون أن تسيل دموعهم.. وعلينا أن نحترم أولئك الذين يعيشون فى مأتم رافضين تقبل العزاء!!


هل تعيش مصر أزمة أقتصادية ؟! 

الأجابة نعم .. بعضنا يقول "كارثه" غير مسبوقه !!هل تعيش مصر أزمه أجتماعيه ؟!الأجابه نعم .. يراها البعض تستعصى على الحل !!هل تعيش مصر أزمه سياسيه ؟!الأجابه نعم .. يعتقد أطراف منا أنها على وشك الانفجار !!هل تعيش مصر أزمه ثقافية و فكرية ؟! الأجابه نعم .. ويناقشها " جامعى أعقاب السجائر " ببجاحة !!لماذا طالت سنوات مصادرة الحريات؟! الإجابة متروكة للجميع.. كل من يملك إجابة, أو ينكر السؤال عليه أن يقول ما شاء.. لكن الدنيا كلها بما فيها مجتمعنا يرون أننا على شفا غيبوبة, بسبب انخفاض منسوب الحريات فى شرايين الوطن.. رؤيتى للحريات تختلف عن رؤية أصحاب "توكيلات حقوق الإنسان" فى الخارج والداخل.. ربما لاعتقادى أن الحريات تعنى عدم وجود الخوف.. ما بالنا إذا كنا قد أصبح الرعب يسكننا!! أتوقف كثيرا وطويلا أمام أسباب "نكسة يونيو 1967" دون اختلاف مع من يقولون كانت هزيمة.. لأنها كانت هزيمة قاسية.. لكننى أؤمن بانها "نكسة" 


لأن مصر انتصرت فى "أكتوبر 1973" 

بالجندى نفسه.. بالضابط نفسه.. بالعامل نفسه.. بالفلاح نفسه.. بالمثقف نفسه.. كانت المسافة بين "النكسة" والانتصار العظيم ست سنوات فقط.. وإذا كنا قد هزمنا فى ست ساعات, فقد انتصرنا فى ست ساعات على العدو نفسه.. لكن "المهزومين فى عقولهم" يمارسون نشاطا لا يهدأ لتذكيرنا بالهزيمة, ومحاولة إفقادنا ذاكرة الفخر والزهو بالانتصار.. هؤلاء لا يكفون عن قلب كل حقيقة.. يحاولون أن يجعلوا من "الولد الذى حكم مصر" واسمه "فاروق" عنوانا للازدهار.. يأملون فى شطب أهم زعيم فى القرن العشرين – جمال عبد الناصر – من ذاكرة الأمة.. ويأخذوننا إلى تقدير "جلالة" الملك فيصل مع تقديس "سمو" الشيخ زايد وغيرهما من حكام دول الخليج.. 


تأسيس دولة الامارات !

حتى وصلنا إلى احتفال غير مسبوق بمرور خمسين عاما على تأسيس دولة الإمارات – لا مانع – دون أن نتوقف عند ذكرى مرور ست وستون عاما على جلاء آخر جندى انجليزى عن أرض مصر – 18 يونيو 1956 – ودون أن نقيم احتفالا بمرور ست وستون عاما على "تأميم قناة السويس" بالوقار نفسه الذى جعلنا نحتفى باليوم الوطنى لدولة الإمارات.. أصبحنا لا نلتفت إلى احتفال واحتفاء ببناء السد العالى المصنف كأعظم مشروع هندسى فى القرن العشرين.. وهو عندنا يمثل أعظم انتصار لإرادة أمة إختارت أن تبنى وتزرع وتنتج من مصانعها!! مؤسف أن نحتفل بانتصارات اكتوبر على استحياء.. ومؤسف أن نغتصب التاريخ فى وضح النهار, ليدعى مسئولين كبار أن مصر قبل ثورة 23 يوليو كانت أجمل وأعظم مما حدث بعدها.. 


الخديوى أسماعيل :

ويثير الأسى والألم تمجيد رجل "باع مصر" واسمه "الخديوى اسماعيل" وذكر اسم رجل "أهان مصر" واسمه "الملك فؤاد".. الذى ترك وطن فى لحظة ثورة ضد المحتل – 1919 – وانشغل بالزواج من امرأة عبرت فضائحها البحار إسمها "نازلى"! كل هذا جعلنا نصل إلى حالة يجوز وصفها بأنها "الغيبوبة" لأننا عشنا ليحكمنا "دستور" يقر بأن ما حدث فى مصر يوم "25 يناير 2011" ثورة, بينما الذين أقسموا عليه يرونها خرابا ومؤامرة.. يحكمنا "دستور" يقول أن ما حدث فى "30 يونيو 2013" كان ثورة, بينما أفعال الذين أقسموا عليه تجعله جريمة ارتكبها الشعب ويجب أن يدفع ثمنها.. فرضوا على الشعب أغلبية رموز "زمن فاسد" وأعادوهم إلى الواجهة!!


لا مانع من المناقشة .. 

طبيعى أن نختلف على رؤيتنا للتاريخ !!غير الطبيعى أن نكذب على التاريخ.. أن نؤلف تاريخا لم يحدث ونشغل الناس به.. ثم نعتقد أن الكذب أصبح حقيقة.. بعدها نصدق أوهامنا ونفاخر بأنها حصون تحمينا من الأخطار!! عندما يجلد "أراجوزات التنوير" الشعب بسبب فشل سياسات حكومة, وعجز برلمان.. إضافة إلى قبول الإعلام – فى أغلبيته – أن يغيب مقابل رواتب للعاملين فى حقوله دون عمل.. يأسا أو استسلاما.. فالنتيجة أن وزير المالية – محمد معيط – يصبح هداف الفريق الوزارى ونجمه الأوحد.. لمجرد قدرته على "تفليس" الناس.. قد يكون لم يسمع "إيش تاخد من تفليسى يا برديسى" التى انفجر الشعب ليقولها فى مظاهرات عارمة من سنوات طوال.. وظنى أنه لم يسمع "سيد بيه.. يا سيد بيه.. كيلو اللحمة.. بقى بجنيه" لحظة انفجار الشعب فى وجه حكومة "ممدوح سالم" فيما أسماه "أنور السادات" وقتها "إنتفاضة حرامية".. 


رغم إذعانه لها وتراجعه عن قراراته بعدها.. 

ثم أقطع أنه صدق ما يقال حول ثورتى "يناير ويونيو" بأنهما سبب أزمات مصر.. لذلك أسرع ليسجل أهدافا غير شرعية فى مرمى المحامين والأطباء والصيادلة والمهندسين, بما يسمى قانون "الفاتورة الإلكترونية" ويراهن على أن الأمر يمكن أن يمر.. لم يتعلم مع حكومته أن "قانون الشهر العقارى" تم إيقاف تنفيذه بقانون قبل تفجير الأوضاع بساعات.. وتعمدت عدم الإشارة لكبير الوزراء, لأنه رجل بركة!! إعتقادى أن مصر تحتاج إلى لحظات صدق مع النفس من جانب الحكومة والبرلمان, وكل من يهمه أمر هذا الوطن وشعبه.. لأن ذهابنا إلى مواصلة لعبة صراع الإرادات مع المجتمع, أصبحت نتيجته واضحة دون أدنى شك.. ويبقى بصيص أمل فى اعتراف واضح وصريح, بما ارتكبوه من أخطاء فى السنوات القليلة الماضية.. ثم طرح رؤية للخروج من المأزق.. لأن "حديث الإنجازات" فقد صلاحيته, مع اعترافى وإيمانى بأن هناك إنجازات تستحق التقدير.. وهذا لا ينفى أن "الجنيه" مات.. لا ينفى أن الشعب تحمل ما يفوق قدرة أى شعب على تحمله..


 يكشف أن "صغار – كبار"

 الموظفين أوقعونا فى كارثة.. يؤكد أن إعلامنا كاذب بامتياز, لا يسمعه أحد ولا تأثير له على الإطلاق.. وتبقى مصر عامرة بعقول مبدعة أكثر مما يتخيل أحد.. فيها رجال اعتصموا بالصمت لرفضهم الانخراط فى الموالد, وعلينا أن نبحث عنهم.. نحترمهم.. نقدرهم.. نسمعهم.. نعطيهم الأمان بدلا من تخويفهم – وبعضهم تمت إهانته – ونعتذر للذين يملكون شجاعة المواجهة.. ودون ذلك ستقع الكارثة.. لأن "أحمد بهاء الدين" قالها من سنوات طوال: "عندما يتحالف الجهل مع الفساد تقع الكارثة" وهى ليست مجرد جملة.. لكنها معادلة تحمل رؤية تحققت بعد رحيله بسنوات.. وسيتكرر تحقيقها طالما راهننا على كسب الوقت والقفز للأمام, واستمرار السير فى الطريق المسدود!!


google-playkhamsatmostaqltradent