من مقالات مجلة الشباب .
كلما هل على الدنيا عام جديد توقف البعض ليراجعوا حسابهم مع العام الماضي .. وجددوا أحلامهم للعام الجديد ، وحين اقترب عام 97 من المجئ سألني مذيع شاب عن أحلامي لنفسي في العام الجديد ، فأجبته بعد تفكير قصير بأنه في مثل سني فإن الأحلام تتواضع كثيرا عما كانت عليه في بداية الشباب حتى لتكاد تنحصر غالبًا في الصحة والستر وفي أن يحيا الإنسان حياته أو ما بقي له منها في سلام مع نفسه ومع من حوله ، فإن شئت بعد ذلك الإسراف أو الاستغراق في دنيا التمنيات فلعله يكون من أحلامي أن أعتزل ذات يوم قريب العمل الصحفي الذي بدأته وعمري 17 عامًا وأن أتفرغ لحياة الكتابة الأدبية بلا مسئوليات ولا التزامات محددة أو أعباء إدارة فريق من البشر تكون مسئولاً عنهم وعن إرضاء طموحهم ،
الكفاح والأنتاج :
وتحقيق العدل بينهم وحثهم دائمًا على العمل والكفاح والإنتاج ولا غرابة في أن يكون هذا هو حلمي الآن في هذه المرحلة من عمري ، ذلك أن إدارة البشر من أصعب المهام الإنسانية على وجه الإطلاق ، ونيل رضاهم جميعًا في نفس الوقت من الأحلام شبه المستحيلة ، لأن بعض البشر لا يرضيهم إلا أن تعطيهم ما لا يحق لهم فيه ، وإلا أن تتغاضى عن تقصيرهم وأخطائهم وتساوي بينهم وبين من يكدحون ويعملون وينتظرون أن تميزهم عن غيرهم من الكسالى ، فإن أرضيت هؤلاء خسرت الآخرين وإن أرضيت الجميع خالفت العدل والحق والضمير . أما حين تصبح مسئولاً عن " إدارة " نفسك وحدها فالأمر متروك لك كله ، إن شئت أحسنت الإدارة وحققت العدل مع نفسك وجنيت ثمار ذلك ، وإن شئت أسرفت على نفسك وأسأت إدارة قدراتك ودفعت ثمن ذلك أيضًا راضيًا .تحقيق الامال :
وأيًا كان العناء فلابد للإنسان دائمًا من الحلم بغدٍ أفضل وأكثر تحقيقًا للآمال ، فأن يصبح للإنسان حلم يدغدغ مشاعره من حين إلى آخر ويخفف عنه جفاف الواقع ، أفضل كثيرًا من أن يستسلم للإحباط والضيق واليأس من احتمال التغيير في يوم من الأيام . فقط ينبغي لنا أن تكون هذه الأحلام صغيرة ومتواضعة وفي متناول يد الإنسان إذا تسلح بالإرادة وسعى إلى تحقيقها بدأب . وفيما عدا ذلك فلا ضير بأن يؤمن الإنسان دائمًا مع بطل رواية "ذهب مع الريح" لمؤلفتها الأمريكية مارجريت ميتشل بأنه :"في الغد دائمًا متسع لكل شيء".وانصرف محاوري قانعًا بما قلت له .. وسرحت أنا مع خواطري وتأملاتي فتذكرت ذلك الشاب الصغير "عصفور" بطل رواية " هموم شخصية " للروائي الياباني كنزا بورو الذي فقد فرصته في أن يصبح أستاذًا جامعيًا بسبب إدمانه للخمر ونجح صهره في أن يوفر له عملاً بأحد المعاهد العلمية كمحاضر بالأجر من خارج هيئة التدريس ، فعاش حياته محبطًا ، يداعبه حلم واحد هو أن يهرب من كل شيء ويسافر إلى أفريقيا ليعمل هناك ويمارس متعة اكتشاف الجديد وإثبات الذات في دنيا مختلفة ، فراح يدخر بصبر تكاليف رحلته الإفريقية .. ويقضي الساعات يتأمل خريطة أفريقيا التي حدد عليها النقطة التي يهاجر إليها ، ودخلت زوجته الشابة المستشفى لتضع مولودها فإذا بها تضع طفلاً مشوهًا كالمسخ يبرز من رأسه نتوء مخيف وينذره الأطباء بأن طفله سيعيش إذا نجا من الموت كالدمية أو كالنبات الذي يحس لكنه لا يتكلم ولا يفكر ولا يسعى في الأرض ، ويخيرونه بين تحمل مسئوليته عنه ورعايته وقبوله كما هو ، أو توقيع إقرار برفض هذا المسخ من بدايته ، فيبدأون في إضعافه تدريجيًا عن طريق المحاليل حتى الموت .
التردد !!
ويتردد الشاب الصغير المحبط أمام القرار الصعب لبعض الوقت ، ويطرح الأمر على نفسه بأن عليه أن يقرر ما إذا كان يقبل هذا الطفل المشوه فيرعاه وينفق عليه كل ما ادخره لرحلته الإفريقية التي يحلم بها ، وإما أن يتخلى عنه وعن حلمه ويصدر عليه حكم الموت . وبعد تردد غير قليل يؤثر تحقيق حلمه القديم ويوقع الإقرار المطلوب ويقضي أيامه برفقة زميلة قديمة له بالجامعة ، انتحر زوجها الشاب وتركها وراءه تعيش بلا هدف وينفق عليها صهرها ، ويعيش عصفور لفترة بين أحضانها وهو حائر في أمره لا يعرف هل اختار الطريق الصحيح لحياته أم لا ، وبعد تطورات عديدة يرجع إلى نفسه ويسلم بأن " الشيء الوحيد الذى يستطيع الأبوان أن يفعلاه لطفلهما حين يجئ إلى الدنيا هو أن يرحبا به ويرعياه مهما كانت ظروفه الصحية " وأن هذا هو الطريق الوحيد لكيلا يظل هاربًأ على الدوام من مسئولياته ، فيرجع إلى المستشفى ويدفع مدخراته للرحلة الإفريقية تأمينًا لتكليف الجراحة المطلوبة لإزالة النتوء الكبير في رأس الطفل ويلغي قراره السابق برفضه ، وجري الأطباء الجراحة المقررة له فيتبين خلالها أن مخ الطفل لم يكن ناتئًا في هذا البروز المخيف وإنما كان ورمًا حميدًا تمت إزالته ، فلا يلبث الطفل بعد قليل أن يقترب من الهيئة الآدمية ولا تلبث ملامحه أن تتضح وتقترب من ملامح أبيه ، ويرمقه الأب الشاب من خلف الزجاج وهو يقول لنفسه : يبدو أن الواقع يرغم الإنسان أحيانًا على أن يحيا بشكل صحيح حين يعيش هذا الواقع ويكف عن محاولة الهرب منه !.
الحلم المؤجل :
ثم يمضي لزيارة زوجته الشابة راضيًا عما فعل وعما اختار .. ومؤجلاً حلمه القديم بالسفر إلى أفريقيا ، إلى فرصة أخرى ، ويشعر في نفس الوقت بالامتنان لهذا الحلم الجميل الذي راوده خلال الأعوام الثلاثة السابقة ، فلولاه لما احتمل حياته بعد ما أصابه من إحباط ويأس حين فقد فرصته في العمل كأستاذ جامعي ، ولولاه أيضًا لما وجد من مدخراته ما يدفعه للمستشفى لإجراء الجراحة لطفله ورعايته ، كأنما يقول مع الأديب الأمريكي مؤلف قصة "جسور ماديسون" : أعلم أن أحلامي لم تتحقق .. لكني سعيد رغم ذلك بأنها قد راودتني خلال السنوات الماضية !. فالحلم واحة جميلة وسط الصحراء القاحلة يستريح فيه الإنسان بعض الوقت من هجير الحياة لكن القافلة لا تتوقف في الواحة إلى النهاية ..
وإنما تلتقط فيها أنفاسها لبعض الوقت وتتزود بالماء والأمل .. والقوة .. لتواصل السفر من جديد ! وكالحلم الجميل أيضًا كان الأيام التي يعيشها في نفس الرواية الأستاذ ديشبليف الملحق بسفارة إحدى الدول الشيوعية السابقة بطوكيو ، مع فتاته اليابانية الصغيرة التي لا تعرف أية لغة أخرى عدا اليابانية ، وفي حين لا يعرف هو من اليابانية سوى بضع كلمات ، ومع ذلك فلقد جمع الحب بينهما واختفى من سفارته وأقام معها في شقة صغيرة بحي شعبي مزدحم وحين سعى إليه عصفور ليحذره من أن رجال السفارة يبحثون عنه لإعادته إلى بلده ، وطالبه بالعودة معه قبل أن يقبضوا عليه ، رفض العودة وفضل أن يطيل أيام الحلم القصير لأقصى ما تسمح به الأقدار ، فإذا جاء رجال السفارة بعد ذلك وقبضوا عليه لإعادته إلى بلده " فلسوف تفهم الفتاة بغير كلام أنني لم أهجرها بإرادتي وإنما تركتها رغمًا عني .. وهذا يكفيني ويكفيها لأن يحتفظ كل منا بالآخر بأجمل الذكريات ". ويسلم له عصفور بمنطقه .. منطق ارتشاف لحظات السعادة حتى الثمالة في الحلم القصير قبل أن يرغمه الواقع على التخلي عنه ، لكنه يتعجب للحب الذي يجمع بينهما وكلاهما لا يعرف لغة الآخر ويسأله كيف يتفاهمان ؟ ..
ويجيبه الأستاذ ببساطة : إننا نتفاهم بالصمت ! ..
لأنه في الحب الصادق لا يحتاج الإنسان لأن يتكلم وإنما لان يحس وأن يتصرف بما يمليه عليه هذا الحب من سلوك وأفعال ، ويكفي فتاته أن تعرف أنه قد عرض مستقبله كله للخطر من أجلها ، لتقتنع بحبه لها ، إذ هل هناك " كلام آخر" أبلغ تعبيرًا عن الحب من هذا العمل الصامت !. وفي رواية إنجليزية جميلة كانت السيدة العجوز تعمل في بيت أسرة ثرية تذهب إليه في الصباح وترجع منه إلى بيتها الذي تعيش فيه وحيدة في المساء ، وفي أحد الأيام شاهدت فستان سهرة جميلاً في دولاب مخدومتها وسألتها عنه من أين اشترته وكم دفعت ثمنًا له ، وأجابتها السيدة بأنه من صنع مصمم الأزياء الشهير كريستيان ديور بباريس وبأنه من الموديلات التي لا يصنع منها إلا قطعة واحدة بناء على طلب المشتري ، وأن شراء فستان كهذا يتطلب حضور عرض الأزياء الخاص الذي تنظمه محلات كريستيان ديور بباريس من حين لآخر ، واختيار الموديل ودفع ثمنه ثم تسلم الفستان بعد أسبوع من الشراء . ثم تنسى ربة البيت هذا الحديث العابر بعد قليل ، لكن السيدة العجوز لا تنساه أبدًا ، فلقد تعلق أملها أو حلمها بأن تقتني فستانًا مثل هذا الفستان من صنع كريستيان ديور مهما كلفها ذلك من مال وجهد ، وتبدأ في ادخار كل قرش تستطيع ادخاره ، وتحرم نفسها من كل شيء لكي تحقق هذا الحلم السعيد في يوم من الأيام ، وبعد ثلاثة أعوام طويلة من الادخار والحرمان كان قد توفر لها ما يكفي لشراء تذكرة السفر إلى باريس والإقامة في فندق صغير وشراء الفستان ، وسافرت بالفعل إلى هناك وتدخلت الأقدار لمساعدتها على تلبية رغبتها فتعاطفت معها إحدى سيدات دار كريستيان ديور وساعدتها على حضور عرض الأزياء الخاص وسط سيدات المجتمع المرموقات وأثرياء القوم ، وحظيت بصداقة كونت فرنسي شاب أعجب بها وبلطفها فدعاها إلى بيته وطاف بها أنحاء باريس بسيارته الفاخرة ليعرفها بمعالمها ، ووجدت السيدة العجوز نفسها فجأة موضع اهتمام أكثر من سيدة جميلة شابة تطمح إلى صداقة هذا الكونت الوسيم ، وعاشت أسبوعًا حافلاً بالزيارات المثيرة واللقاءات الهامة مع الكونت الشاب والسيدات اللامعات ، ورجعت إلى لندن بعد أسبوع وهي تحمل الفستان النفيس الذي تكبدت الكثير من أجله ،
وسألتها جارتها المسنة :
أكان هذا الفستان يستحق كل ما تحملت من أجل شرائه ، فتجيبها راضية : نعم ، يستحق كل ذلك وأكثر ، فلقد حققت به حلمًأ جميلاً راودني وعشت أيامًا سعيدة حافلة ، وكسبت صداقة أشخاص ممتازين ستتصل الصداقة بيننا للأبد عن طريق الرسائل وسيكتبون إليّ في الأعياد وأكتب إليهم . ثم نامت ليلتها الأولى بعد العودة سعيدة راضية وصحت في الصباح على واقع حياتها البسيطة فخرجت لتركب الأتوبيس وتتوجه إلى بيت الأسرة التي تقوم بخدمتها ، وهي في قمة النشاط والحيوية والحماس .. لأن الحلم لم يصرفها عن واقعها البسيط وإنما أعانها وأعطاها دفعة قوية لمواصلة المشوار . وفي الستينيات كنت أزور الإسكندرية وخاصة في فصل الشتاء وأجلس في مقاهي وسط المدينة مستمتعًا بصحبة أصدقاء الطفولة الذين فرقت الحياة بيننا واختاروا الإقامة بالثغر ، وكان يطوف بنا في هذه المقاهي رجل عجوز يرتدي بدلة سهرة سوداء قديمة رثة ويحمل في يده عودًا ، فيقف إلى مائدتنا لدقائق ويعزف على عوده ويغني بصوت لا بأس به لبعض الوقت وأنفاس الخمر تنبعث منه ، ثم ينصرف عنا شاكرًا لنا ما نهبه له من هبة صغيرة ، وذات ليلة تجاذبت معه أطراف الحديث وسألته عن اسمه ، وحياته .. وأين تعلم الغناء والعود .. إلخ . فأجابني عن كل ما سألت ، ثم سألته عن أحلامه وهو في هذه السن فإذا به يجيبني بأن حلمه الوحيد هو أن يسافر للقاهرة وأن يُسمعها صوته وألحانه وفنه . ثم سرح ببصره بعيدًا وهو يتأوه كأنما يستغرق في حلم بعيد المنال ويقول : يا سلام يا علي يا إمام لو ذهبت إلى القاهرة وسمعك الناس فيها ! وغادرنا الرجل بعد قليل وأنا أتأمل حلمه " الكبير" وأتعجب له والقاهرة لا تبعد عن مدينته أكثر من مسيرة ساعتين بالقطار ومع ذلك فلقد تحدث عنه وكأنه حلم مستحيل ! ..
الحلم العاجز :
ومن عجب أنني رأيته بعد ذلك على مدى بضع سنوات وسألته نفس السؤال فكان يجيبني في كل مرة بنفس هذه التأوهات الحسيرة ، متخيلاً ماذا يمكن أن يكون من أمره لو سافر إلى القاهرة وسمعه كبار الملحنين بها ، وظل هذا الحلم العاجز يراوده حتى نهاية العمر فيما يبدو دون أية محاولة لتحقيقه مستروحًا فبالحديث عنه راحة مؤقتة ، تخفف عنه بعض ما يشعر به من إحباط وهزيمة وخيبة أمل . ولا بأس بذلك إذا لم يعق الحلم تواصل الإنسان مع حياته وواقعه ..فلكل إنسان دائمًأ أحلامه الصغيرة والكبيرة ، التي قد يسعى لتحقيق بعضها ، وقد يكتفي من الأخرى بتخيل عالمها الجميل واستشعار نسمات الراحة وهو يستعيدها في مخيلته ولقد كان حلم بطل مسرحية "سوء تفاهم" لألبير كامي بعد أن حقق نجاحه وثراءه هو أن يرجع إلى بلدته الصغيرة التي هجرها في شبابه وأن يرى أمه وأخته اللتين تخلى عنهما لأقدارهما في ذلك الحين ورجع بالفعل إلى بلدته وأقام في الفندق الصغير المهجور الذي تملكه أسرته . فكانت مأساته أن قتلته أمه وأخته وهما لا تعرفان شخصيته لكي تسرقاه بعد أن ساءت الأحوال ولم يعد الفندق الصغير الذي تملكانه يوفر لهما تكاليف الحياة !
حضرة المحترم :
وكان حلم بطل رواية "حضرة المحترم" لنجيب محفوظ الذي عمل له طوال حياته هو أن يصبح ذات يوم مديرًا عامًا للمصلحة التي بدأ حياته موظفًا صغيرًا بأرشيفها ، يجلس في حجرة المكتب الواسعة كالملعب .. ويخاطبه الموظفون في مكاتباتهم بلقب حضرة صاحب السعادة المدير العام وينشر العدل في إدارته كما ينبغي لمن كان مثله . فواصل العمل بإخلاص شديد سنوات طويلة حتى أصبح حجة في اللوائح والقوانين ، وحقق خطوات موفقة على طريق الترقي في السلم الوظيفي ، ثم خلا في النهاية منصب المدير العام وأصبح هو المرشح الوحيد له .. فإذا به يسقط مريضًا بالشلل والقلب ، والضغط والسكر ، ويمضي أيامًا حرجة معلقًا بين الحياة والموت ، والوزير المختص يتأهب لتوقيع القرار الذي انتظره طوال عمره ، ويتركنا نجيب محفوظ في نهاية الرواية ونحن لا نعرف هل عاش الرجل ليستمتع بتحقيق الحلم الذي راوده طوال 35 عامًأ أم كانت يد القدر أسبق إليه من أن يعيش " الحلم " الذي تخيله معظم سنوات العمر .. فما أكثر ما تمنيت وأنا أقرأ هذه الرواية أن يطول العمر ببطلها لكي يجني ثمرة كفاحه ، ويستمتع بتحقيق الأحلام ولو لبضعة شهور . وما أكثر ما تمنيت ألا تضاعف الحياة من آلامها للبشر حين تؤجل تحقيق الأحلام إلى اللحظة التي ينزل فيها ستار الختام ، فلا يكاد الإنسان يسعد بتحقيق حلمه أخيرًا حتى يتحسر على العمر الذي ضاع في الكفاح ولمّا يتح له أن يسعد بالراحة بعد العناء . إذ ليس أقسى على الإنسان من الأحلام الموءودة إلا الأحلام التي تتحقق بعد فوات الأوان ،
فالأولى يخفف على الإنسان إحباطه معها استمرار الأمل في الغد الذي يتسع لكل شيء ، أما الثانية فإنه يضاعف من شقاء الإنسان بها حسرته على أنها قد جاءت أخيرًا وهو يتسمّع لحن الختام فكأنما كانت الرحلة كلها بلا راحة .. ولا سلوى .. ولا عزاء ! ورغم ذلك كله .. فلابد دائمًا للإنسان من أن يحلم بغد أسعد وأجمل وأفضل ، ولابد له أن يتعلق دائمًا بالأمل في رحمة الله ، وفي أن ترقّ له الحياة ذات يوم وتسمح له بتحقيق الأحلام في الوقت المناسب وليس بعد فوات الأوان !.