recent
أحدث المواضيع

رئيس مخطوف !! بقلم عادل حموده



 رئيس مخطوف في سيارة مجهولة !

كان اسمها فتحية.. لكن.. محمد نجيب كان يناديها: فتحي أفندي عندما يكون رائق المزاج.. فقد كانت متواضعة في كل ما يهبه الله للنساء عادة من سحر ودلال وأنوثة.. على أن هذه الفلاحة المصرية كانت تحتفظ، في قلبها بمخزون هائل من الصبر والوفاء واحتمال رجل سيئ الحظ.. سقط من قمة السلطة على جذور رقبته فانكسر كل شئ في داخله.. ولو كان الشئ المكسور يعبر عن نفسه بالصراخ.. فإن محمد نجيب لم يكن له هذا الحق.. أن يصرخ.. ويشكو.. ويخرج صوته الى ما يتجاوز منفاه في فيلا زينب الوكيل التي بنتها وسط حقول وغيطان ضاحية المرج القريبة من القاهرة قبل أن تتحول الى غابة من الأسمنت والطوب الأحمر.

 كانت فتحية هي أهم شخص في حياة محمد نجيب..

 خاصة في سنواته الأخيرة.. كانت تعد له الطعام.. وتقدم له الدواء.. وتستقبل ضيوفه.. وترعى قططه وكلابه.. وتحتفظ بأسراره.. وتدبر ميزانية بيته.. وتملك مفاتيح حجراته.. وتعرف حالته النفسية.. وتسانده حتى يعرف طريقه الى الحمام.. وتفتح له المصحف ليقرأ فيه وهو ممدد في فراشه.. إنها شاهد عيان على ما جرى لأول رئيس جمهورية في مصر.. وقد رأيتها آخر مرة يوم وفاة محمد نجيب.. يوم الثلاثاء 28 أغسطس 1985. كانت حزينة.. صامتة.. عاجزة عن البكاء.. وكأنها كانت تشعر أن رسالتها في الحياة قد انتهت.. وأن عليها أن ترحل هي الأخرى عن الدنيا.. فلم يعد لديها ما تفعل.. رسالتها تلاشت. واعترف أنها هي التي أنقذت تاريخ محمد نجيب الشخصي من الضياع وسهلت لي التعامل معه ودلتني على مفاتيحه الشخصية رغم أنها لا تفك الخط ولا تقرأ ولا تكتب.. عورة الثورة كنت قد اعتدت على أن أصل اليه في الصباح وأسجل له مذكراته.. 


وبقدر ما يحتمل كانت أسئلتي تتوالى وتتدفق أحيانا كان يتكلم ساعات.. وأحيانا كان يغضب ويثور بعد دقائق لا تكفي لتدخين سيجارة.. أو تناول فنجان شاي.. أما الموضوع الذي كان يثير أعصابه ويفجرها ويفتتها ويسحقها فهو ما جرى له بعد خلعه من رئاسة الجمهورية.. إن الاقتراب من ذلك الموضوع هو اقتراب من لغم مضمون الانفجار مهما كان الحذر.. سألته مرة عن الثورة فإذا به ينفجر في وجهي صارخا: هذه ليست ثورة.. هذه عورة.. ولم أجد مفرا من الانسحاب من أمامه دون أن أضيف الى مذكراته في ذلك اليوم سطرا.. ومرة أخرى سألته عن جمال عبدالناصر فاندفع كالبركان الهادر قائلا: ماذا تريد مني؟ هل تريد أن تعذبني؟ حرام عليك. وفي ذلك اليوم أيضا لم أضف سطرا الى مذكراته.. وتكررت هذه الحالة حتى كدت أيأس وأعدل عن مواصلة ما بدأت لولا أن نصحتني فتحية بالخروج الى الشرفة والبقاء فيها قليلا كلما انتابته هذه الحالة.. 


والمفاجأة أنني عندما عدت اليه وجدته رائقا فما الذي حدث في هذه الدقائق؟... ماذا فعلت فتحية؟.. هل سمع منها شيئا؟.. هل تناول منها شيئا؟.. لا أعرف بالضبط؟... وطوال شهور طويلة كنت أسجل له فيها مذكراته لم تغب عني نصيحة فتحية.. كلما شعرت بغضبه أخرج الى الشرفة قليلا.. وكان المشهد الذي أجده أمامي دائما ولا أنساه هو مشهد تمثال سعد زغلول وقد سقط على ظهره بين صفرة حديقة مهملة تنعي دون أن تدري رجلاً وصف ذات يوم بأنه زعيم الأمة. سألته وقد شعرت أنه لن يغضب أو يثور:

 قل لي يا سيادة الرئيس.. 

لو عاد بك الزمن للوراء هل تكرر ما فعلت؟.. قال مبتسما في طيبة مذهلة: كنت أكرر ما فعلت.. أقسم لك أن عقلي مع كل ما فعل جمال عبدالناصر.. أما عواطفي فخلي ما في القلب في القلب.. فسألته: هل لهذا السبب كنت ترسل برقيات التهنئة الى جمال عبدالناصر في كل المناسبات القومية والشخصية؟.. قال وقد بدأ يتململ قليلا: أنا رجل مجامل بطبعي.. أفصل بين التصرفات الخاصة والواجبات الاجتماعية.. أذكر أنني بعد ستة أشهر من اعتقالي هنا في المرج أن ذهبت الى جمال سالم «واحد من مشاهير الضباط الأحرار» لتعزيته في وفاة شقيقه صلاح سالم «عضو مجلس قيادة الثورة اشتهر بتجاوز الحدود الانسانية مع خصومه» وقد فوجئ بحضوري وتساءل مندهشا: هل أنت الرئيس نجيب؟.. وهززت رأسي..

 فاستطرد متأثرا: 

هل تعزيني في صلاح بعد كل ما فعلنا فيك؟.. فقلت له: الواجب واجب يا جمال.. وقبل ذلك زرت صلاح سالم وكان مريضا قريبا من الموت وعندما رآني آجهش بالبكاء وأمام أهله وحرسه قال: سامحني يا نجيب لقد حركنا الشيطان الرجيم ضدك.. ووجدت نفسي صامتا عاجزا عن حبس دموعي.. ولابد أن نعترف أن محمد نجيب كان رجلا عاطفيا.. متسامحا.. ربما لا يصلح زعيما.. لكن لا يمكن إلا أن يكون إنسانا.. إن صلاح سالم الذي راح محمد نجيب يزوره مريضا ويقرأ الفاتحة عليه ميتا كان قد تخصص في التشهير به.. وادعى عليه ما لا تحتمله رجولة رجل. وعندما يقول محمد نجيب أنه ساند كل مواقف جمال عبدالناصر الوطنية فإنه كان صادقا.. لا يكذب.. ولا يناور.. إن أوراقه الخاصة التي قدمها لي في حضور ابنه يوسف تؤكد ذلك.. وتدعمه.. وتسانده.. كانت الثقة والصداقة قد توطدت بيننا عندما أخرج من صدره دوبارة طويلة في نهايتها مفتاح قفل صدئ.. 

ونادى فتحية..

 وطلب منها أن تأخذني الى المخزن اللي تحت.. وبهتت فتحية.. ولم تصدق نفسها.. وكررت: المخزن اللي تحت يافندم؟.. وعندما تأكدت مما سمعت قادتني الى الدور الأرضي وهي تقول: إنك بالقطع سحرت له.. هذه أول مرة يخرج المفتاح من صدره منذ أن لزم الفراش.. بصراحة أنا مستغربة جدا.. ولم أجد ما أقول سوى: يضع سره في أضعف خلقه.. وعلى باب المخزن قالت فتحية: احترس المخزن لم يفتح منذ سنوات طويلة وهو يمتلئ بالحشرات وربما تجد ثعابين وفئران.. وسقط قلبي في قدمي.. ولكني لم أتراجع.. فأنا أمام كنز من الوثائق.. الحصول عليه يهون عليك الاحساس بالمخاطرة. نحو المجهول على الأرض طبقة سميكة من التراب عليها آثار واضحة لثعابين وفئران.. وعلى الأرض أيضا صناديق ضخمة بها أوراق وكتب وألبومات صور في حالة من الفوضى لا مثيل لها..

 واعترف أنني شعرت بالخوف وكدت أن أترك المكان..

 لكن بعد فترة من تقليب الأوراق نسيت خوفي.. وبقيت في المخزن ساعات.. وكان أول ما لفت نظري في هذه الأوراق صور بالكربون من خطاباته الى جمال عبدالناصر.. كان بينها خطاب أرسله له محمد نجيب من بلدة أطلق عليها اسم س في الصعيد كان قد خطف اليها أثناء حرب السويس بعد أن تردد أن بريطانيا ستنزل بالمظلات فوق بيته في المرج وتفرضه مرة أخرى رئيسا للبلاد بعد أن تتخلص من جمال عبدالناصر.. أما وصفه المكان ببلدة س فسببه أنه لم يكن يعرف الى أين حملوه بالضبط؟. شخصي وسري جدا وعاجل وهام.. بسم الله الرحمن الرحيم.. بلدة س.. في يوم الاثنين 2 ربيع الثاني 1376 الموافق 5 نوفمبر 1956. 

الى السيد الرئيس جمال عبدالناصر: 

السلام عليكم ورحمة الله ـ وبعد.. فلست هازلا أو محاولا الدعاية لنفسي أو أن أتخلص من الوضع الذي أنا فيه ولكني مؤمن بصدق ما أقول لما تعلمه عني من أخلاقي ومن ميزاتكم الفريدة القدرة على معرفة الرجال كما أن أي رجل شجاع أو وطني صميم يستطيع بسهولة أن يؤمن بصدق ما أسطره اليكم الآن. أريد أن نضرب للمواطنين بل للعالم أجمع مثلا جديدا على إنكار المصريين لذواتهم وعلى تضحيتهم بكل شئ في سبيل الوطن.. أريد أن ننسى كل شئ ونقف رجلا واحدا ندافع عن شرف مصر في هذه الساعة الحرجة من تاريخنا.. أريد أن تأمر بتمكيني من أعز أمنية وهي المشاركة في أقدس واجب وأشرفه وهو الدفاع عن البلاد..

 لا كقائد أو ضابط !!

 بل كجندي عادي في جبهة القتال وباسم مستعار وتحت أية رقابة تشاءون دون أن يعلم أحد بذلك إلا من تقضي الضرورة بعلمهم. وإني تأكيدا لإخلاصي أقول أنه لو خامركم أدنى شك فيما ذكرت فإني مستعد للقيام بأي عمل انتحاري كقيادة طوربيد أو أن أسقط محاطا بالديناميت على أي هدف مهم من أهداف العدو على نمط ما يصنعه اليابانيون.. وإني أؤكد لك أني إذا بقيت حيا بعد القتال فسأعود وأسلم نفسي لاعادتي الى الاعتقال وأعدكم بأيمن ما أملك وهو شرفي العسكري فإذا أجبتم رجائي هذا غسلتم كل ما لحقني من آلام.. والسلام عليكم ـ المخلص لواء أ.ح محمد نجيب «توقيع». 

أما حادث اختطافه !!

فقد سجله في كراستين من كراسات تلاميذ المدارس.. لقد وقع ذلك الحادث في يوم الخميس أول نوفمبر بعد العدوان الثلاثي بأيام.. في هذه المذكرات المجهولة والتي لا يعرف بها أحد غيري يقول محمد نجيب بخط يده: إنه في حوالي الساعة الواحدة صباحا حضر ابنه فاروق وقال له: إن الصاغ «رائد» السيد رشاد من قوة الحراسة.. وجاء الرجل ليخبره أن اليوزباشي «مقدم» الشناوي سيأخذه ويرحل الى جهة الهرم بعيدا عن المطار «القريب من المرج» واستأذنه محمد نجيب في تأخير الرحيل الى الصباح حتى يرحل أولادي وزوجتي معي.. فقال: إنهم سيتبعونك.. وهنا تدخل البكباشي عقيد حجازي وأفهمه أن التعليمات عنده هي أن يتحركوا في الساعة الواحدة والنصف صباحا.. 

ولم تفلح ثورته في تأجيل القرار..

وجاءت زوجته وهي تحمل له بلوفر من الصوف لأن البالطو كان عند الترزي فيه تصليح. خرجوا من المنزل الساعة الثالثة صباحا وكانت السيارات تسير بتؤدة وكانت معي شنطة غيارات وضعت فيها زوجتي بعض الملابس والمصحف والكتب الضرورية والسبحة والسجادة.. لكنهم لم يأخذوه الى الهرم وإنما توجهوا به الى طريق الصعيد.. كانوا يتوقفون في استراحات حكومية على الطريق.. ثم ركبوا قطاراً يتجه الى الصعيد.. ركبوا في عربة خاصة.. وفي الفجر نزلوا في نجع حمادي واتجهوا الى استراحة الري هناك.. 

وقبل أن يدخلها كان قد أضرب عن الطعام !

وبقي على قيد الحياة بجرعات الماء الممزوج بالسكر.. وبعد 48 ساعة فوجئ بحضور ضابطين من البوليس الحربي هما جمال القاضي ومحمد عبدالرحمن نصير ليأخذاه الى مكان آخر.. وعندما سألهما الى أين كان الرد بشعا يتحرج من ذكره ويشعر بالقئ كلما تذكره على حد ما كتب في أوراقه.. وقد أضاف: كان الجواب سيلا من الشتائم حاولت وقفه بصرخة احتجاج فإذا بضابط منهما يرفع يده الى صدري ويلكزني فيه، ودارت بي الدنيا وهانت علي الحياة وهممت بالهجوم عليه لكن أيدي الجنود حالت بيني وبينه. استغاثة ضائعة بعد أيام كتب عدة خطابات .. خطاب الى أحمد أنور قائد البوليس الحربي شرح فيه متاعبه.. وخطاب الى شقيقه علي نجيب ليطمئن على أولاده ومعه شيك بمبلغ 160 جنيها ليصرفه ويقدم الفلوس الى زوجته.. وخطاب الى عبدالحكيم عامر ومعه شيك تبرعا للمجهود الحربي.. وبعد أيام حضر حسين عرفة قائد المباحث العسكرية الجنائية ليعتذر عما جرى.. 


وأبلغه أنه سينتقل الى جهة أخرى كانت بيت محام في طما هو زوج شقيقة أحمد أنور.. وبقى هناك في غرفة رطبة 51 يوما تحت حراسة مشددة كانت تنام معه داخل الغرفة.. وكثيرا ما كان جنود الحراسة يقولون له ـ على حد ما كتب ـ إنه سيقتل الليلة وعليه أن يقرأ الفاتحة على روحه.. ولم أكن أشعر بالخوف من هذا الكلام بل على العكس كنت أتمنى الموت فعلا ولكني كنت أرفض الانتحار. وكما سافر من المرج فجأة عاد الى المرج فجأة.. جاء حسين عرفة وصحبه الى القاهرة وفي الطريق عرف منه ان إقامته كانت سرية حتى على وزارة الداخلية.. ولم ينس محمد نجيب ما جرى له في تلك الأيام حتى نهاية عمره.. وقد طلب مني أن أفتش عن ورقة صغيرة في أوراقه كتب منها مئات النسخ وهو مخطوف وراح يلقي بها من نافذة السيارة التي حملته.. 


وقد وجدت نسخة منها فعلا..

 ورحت أتأملها طويلا وأنا غير مصدق أن رجلا كان يحكم مصر في يوم من الأيام يمكن أن يحدث له ذلك.. إن الورقة هي استغاثة رئيس جمهورية ألقى بها الى الناس في عرض الطريق كان نصها: موضوع مهم جدا.. جدا.. ليعرف الناس أن في هذه السيارة التي أكتب منها هذه الورقة يوجد اللواء أ.ح. محمد نجيب رئيس الجمهورية السابق وهو مخطوف منذ أول نوفمبر 1956. خطفه رجال البوليس الحربي وذهبوا به أولا الى نجع حمادي ثم الى بلدة طما بمديرية جرجا حيث خطفه جمال القاضي ومعه عبدالرحمن فريد والصاغ أبو نصير وحجزوه من أول نوفمبر 51 يوما في غرفة لا يبرحها أبدا ولا يعرف أحد عنه شيئا بالمرة والناس تظن أنه في المرج بينما أولاده لا يعرفون عنه شيئا ولا يسمح لهم بالاتصال بأقاربهم وهو الآن وبعد 91 يوما أخذه البكباشي حسين عرفة الى جهة غير معلومة فأرجو تتبع السيارة وابلاغ من يهمه الأمر ذلك ـ توقيع اللواء محمدنجيب ـ 21/12/1956. 

إنني واحد ممن يؤمنون بأن ثورة يوليو كان لابد أن تأتي.. 

وكان كل شئ في مصر جاهزا لاستقبالها.. والتفاعل معها.. وقد كان جمال عبدالناصر بالنسبة الى جيلنا ـ الذي قيل أنه جيل على موعد مع القدر ـ رمزا للكرامة الوطنية.. وقد أحببناه.. وسرنا وراءه دون أن نفقد الثقة فيه.. لكن.. ذلك كله لا ينفي أن ما حدث لمحمد نجيب لم يكن طبيعيا في ذلك الظل الذي اختفى فيه.. لم يقولوا له: شكرا.. انتهى دورك.. لم يتركوه في حاله مغلقا على نفسه باب مسكنه الذي حددوا إقامته فيه.. لم يكلف الضباط الأحرار خاطرهم بالانشغال بمصيره أو تحمل مسئوليته.. 

لم يلاحظوا أنه بصرف النظر عن خلافهم معه !!

 جزء من تاريخ مصر واسم يجب أن يصان ويحترم.. لكنهم على العكس تماما.. عهدوا به الى الصغار الذين لا يأتمنونهم على أية مهمة جادة.. وتركوهم يعبثون به ويهينونه ويتسلون بايذائه ويسخرون من شيخوخته.. عاملوه كأنه أجرم يوم قبل التصدي دونهم لحبل المشنقة وتقدم يتحمل المسئولية عن ثورتهم وهم مختبئون وراءه. وعاش الرجل مذهولا لا يعرف لماذا يحدث له ذلك كله؟... ولم يعرف الذين آمنوا بالثورة ودافعوا عنها لماذا حدث له كل ذلك؟... وعندما خطر لبعض الكتاب أن ينتقدوا المعاملة التي عومل بها هبت عاصفة من محترفي التوتر تتهم هذا النقد بأنه مغرض وأنه استغلال لقميص محمد نجيب في محاولة للتشهير بالثورة.. والحق، كما يقول صلاح حافظ في مقدمة كتابي عن محمد نجيب ـ انه لم يشهر بالثورة إلا الذين عرضوا محمد نجيب لما لاقاه.. ولم يحترم الثورة إلا الذين لاموها على هذا التصرف واعتبروه سقطة من سقطاتها.. وهي سقطة تجاوزت تفاصيلها الإنسانية المحزنة الخيال.. إنها تفاصيل تستحق الانتظار لمعرفة المزيد منها .

google-playkhamsatmostaqltradent