هل تعلم أن السيسى أفشل من زين العابدين بن على ؟!
- لماذا ؟! لأنه عندما ثار الشعب التونسي على زين العابدين بن علي فما كان منه أن خرج عليهم وقال - وفقط لخداع الشعب التونسي لتهدأته من ناحية ، ويبقى في الحكم لفترة أطول من ناحية أخرى - : " الآن أنا فهمتكم " .. يعني خلال ال 24 سنة الماضية ، والتي أمضاها في الحكم لم تكن كافية لفهم الشعب التونسي ؟! و نفس الشيء بالنسبة للمؤتمر الاقتصادي اللي عامله السيسي - والذي لايختلف ضيوفه والمدعوين إليه ، و من حيث الشكل و المضمون ، عن الصحافيين والممثلين وغيرهم الذين يصطحبهم معهم في رحلاته الخارجية ، و خاصة لأوروبا والولايات المتحدة ، وحيث لا يكون أحد في استقباله عادة في المطار إلا ربما موظف الاستعلامات أو العلاقات العامة من ذات المطار ، فيتم نزول من كان يصطحبهم معهم في الطائرة قبل نزوله لكي يصطفوا في استقباله و كأنهم من أهل البلد المضيف - وده طبعا بالنسبة المشاهدين غير المصريين !
المنطق المعكوس !
إذن فكان منطق السيسي معكوس تماما بالنسبة لمنطق بن علي - وكما هو عكس طبائع الأشياء في كل شأن ، وفي كل شأو - إذ انه وبعض تصاعد دعوات المصريين للنزول في 11/ 11 للتظاهر السلمي ، و للدفاع عن حقهم الضائع في حياة حتى شبه كريمة ، وبعد بعض مضي حوالي 9 سنوات من الفشل ، والتخريب والتجريف ، وهدم المنازل ، والتهجير القسري - حيث قال ما مفاده ، أن تجربته خلال تلك السنوات في الحكم كشفت له انه لم يفهم المصريين !
طب قاعد ليه ، و متبت فيها ليه ؟!
و كالعادة لن أتعرض لما قتل بحثا في هذا الخطاب ، و سأعرض فقط لما أعتقد أنه لم يُتطرق إليه .فهو قال أنه جلس في نوفمبر - وهل هي مجرد مصادفة ذكر ؛ نوفمبر ؛ مع الدعوات ل 11/ 11 ؟! - 2016 مع الأجهزة الأمنية و الوزارات ، وكل أجهزة الدولة ليحدثهم عما يسميه بمسار الإصلاح الاقتصادي ، و إن كلهم اعترضوا إلا بسلامته الذي أصر على المضي قدما في مسار الإصلاح ؟!وأليس هذا اعترافا منه باستبداده بالرأي ؟
و استخفافه في ذات الوقت بكل أجهزة الدولة ، وكل مسؤوليها ، أم أن القرارات أتية أصلا له " معلبة" من دولة أخرى في أقصى غرب الكرة الأرضية ، أو من أولاد العم الأقربون ، والذين هم أولى بالمعروف ؟! و هذا الاعتراف يتماهي مع مشهد مهين أخر بكل وزير أو مسؤول عمل معه ، و خاصة عند زيارته ذات مرة للصين الشعبية - وكانت هناك طاولة - أي منضدة - طويلة جدا ، و مهيبة ، وجلس بطولها تقريبا العديد من المسؤولين الصينيين ذو الاختصاصات المختلفة للبحث حول فرص الاستثمارات الصينية في مصر ، أو قروض صينية جديدة لها ، ولم يجلس في الطرف المقابل لتلك الطاولة سوى السيسي فقط ...!
وبعد ذلك قال لهم :
" إذا الشعب أعترض على قرارات الإصلاح فسأطلب من الحكومة أن تقدم أستقالتها الجمعة ، و سأدعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة السبت " .. وعند ذكر انتخابات رئاسية مبكرة ، ارتجف صوته ارتجافا شديدا وواضحا ، و كما لم يرتجف من قبل ، و كأنه يخشى شيء بالفعل . وظلت تلك الرجفة ملازمة لما تلى ذلك من كلمات - ويمكن الرجوع لذلك بدءا من الدقيقة 25 من ذات الخطاب . طب هل من الأصلاح الاقتصادي في شيء أن تشتري طائرة رئاسية مستعملة بنصف مليار دولار ، وتعيد ديكوراتها بحوالي نصف هذا المبلغ لتصل جملة تكلفتها حوالي 3/4 مليار دولار ، وذلك على الرغم من وجود أسطول أخر من الطائرات الرئاسية ؟!
وهل من الإصلاح في شيء إبرام صفقات عسكرية مشبوهة
لشراء أسلحة لسنا في حاجة إليها ، وعلى الرغم من تقدمها؟! وهل ... وهل ... وهل ...؟!
و أخيرا ، وحتى لا أطيل ؛ هو قال - و يبدو أنه يكذب كما يتنفس بالفعل - وربما مكررا ذلك للمرة العاشرة ، ما مفاده أنه لم يأخذ قرشا واحدا من ميزانية الدولة وصرفها على العاصمة الإدارية ؛ طيب قول لنا وكما ذكر محمود وهبه أين ذهبت ال 90 مليار دولار ، والتي كانت هبات ومنح مالية لا ترد من دول شقيقة ، وهي دول الخليج ؟! ، و قول لنا أيضا أين ذهب جملة ما اقترضته من ديون خارجية تقدر بحوالي 157 مليار دولار - وقدرها وهبة ب 300 مليار دولار ؟! ، وأين ذهب أيضا جملة الدين الداخلي و المقدر بحوالي 6 تريليون جنيه ؟!ويستطرد وهبة قائلا أن بناء الطرق لم يكلف سوى فقط عدة ملايين من الدولارات ، و أغلب الظن أن تلك الأموال ذهبت إلى خارج مصر ! يعني ذهبت لدولة ثانية ؟! طب من هي تلك الدولة ؟!