recent
أحدث المواضيع

على أبوهميله يكتب : حكاياتى مع عبد الله النديم فى ماسبيرو .

الحجم

                    

حكاياتى مع عبدالله النديم ..

عبدالله النديم صوت الثوره العرابية  الاستاذ صاحب اللطائف والأستاذ و التنكيت والتبكيت .. حكاية طويلة في حياتي بدأت منذ عام ١٩٨٢ حينما عرض لأول مره في التليفزيون مسلسله الرائع الذي كتبه عمنا يسري الجندي الاب والأخ الكبير و الصديق الذي اتشرف بصداقته منذ التقينا في عام ٩٤ واتشرف بانني احبه وهو يبادلني المحبة ويعتبرني ابنا من أبنائه و اعتز كثيرا بهذه المحبة منه ومن الصديق الغالي وائل الجندي ابنه و زميلي في كلية الإعلام دفعة ١٩٩٠ بعدي بدفعة كما أنه صديق ورفيق  رحلة ماسبيرو كصحفي في مجلة الإذاعة والتليفزيون..


 لي حكايات كثيرة 

مع عمي يسري ومع وائل اتركها لحينها ولكني احدثكم عن عبدالله النديم الذي تابعته مسلسله وعمري ١٦ سنة و لك ان تتخيل حجم البهجة والمتعة حين يكتب يسري الجندي و تقوم بالاخراج علوية زكي ويكتب الأغاني الابنودي ويغنيها على الحجار اما التمثيل فكان لعزت العلايلي و عبدالسلام محمد و محمود المليجي.. المسلسل يحكي عن انكسار الثورة العربية.. ورحلة تخفي النديم هروبا في قري مصر ومحافظاتها في محاولة لايقاظ روح الثوره العربية.. كانت تلك أولى محطات النديم في حياتي كنت انتظر بشغف المسلسل واتابعه فقد كنت من عشاق مسلسلات السير الذاتية وان كنت اعتبر النديم سيرة شعبية حقيقية لم يتدخل فيها الرواه الشعبين الا بقدر ما كتبه الابنودي في الأغاني عشت حياة النديم الذي أثر في وجداني كثيرا كما أثر من قبله مسلسلات كما بيرم التونسي الذي لعب دوره الفنان الراحل نبيل الدسوقي..وكنت ابكي مع لحظات سفر بيرم و نفيه الي. باريس ورحلته الفنية و السياسية..


 مارد وارد فى الجبل طوله.. 

وكذلك مسلسل مادر الجبل والذي اعتقده واحد من السير الشخصية والذاتية الجميلة عن فتي الفتيان احمد ولد شبيب مارد الصعيد..  ولا أنسى تتر المسلسل الذي ابدعه عبدالرحيم منصور.. تتر مسلسل مارد الجبل .. مارد وفارد في الجبل طوله.. ما حد داق عذابه.. ولا حد قال قوله .. كان النديم المسلسل والشخص حالة خاصة في تعلقي بالتليفزبون والاذاعة التي ما ان وعت عينها عليهما الا وصارا عشقا ابديا.. لا زال يلازمني حتى اللحظة وفي عام ١٩٩٠ كان لي نصيب في اغاني النديم مع صديق من أصدقاء الجامعة باهر شوقي.. باهر كان دفعتي لكنه كان يدرس سياسة واقتصاد.. الشيوعي النبيل المخلص هو له من اسمه الكثير فقد كان بحق باهرا في انسانيته وثقافته وعلمه.. 


الصحبه والذكريات الجميله ..

لا أدري أين باهرالان هذا المنوفي الرائع أبن بركة السبع.. اخر مره رايته كان في ميدان التحرير خلال أعوام ٢٠١١ و ٢٠١٢.. كان باهرا يسكن معي في شقة  السيدة زينب وهو شقة كنا نسكن فيها انا وباهر و حسام العاوي وعبداللطيف ابوهميلة وفي الشقة كان باهر عاشقا لاغاني النديم فحفظتها عن ظهر قلب.. طول الوقت اغاني النديم و ألبوم في قلب الليل لعلي الحجار.. و بجواره البوم انا كنت عيدك.. وأغاني محمد منير.. المهم كان من الحاجات الجميلة للكاسيت الذي يعمل ليل نهار اني حفظت اغاني النديم.. ولها قصة ستاتي لاحقا..يا لولا دقة ايدكي ما انطرق بابي طول عمري عاري البدن.. وانتي جلبابي ياللي سهرت الليالي.. يونسك صوتي متونسه بحس مين.. يا مصر في غيابي..ازددت عشقا للنديم الإنسان و السياسي.. الصحفي الحكواتي. الذي يحكي قصة الثورة ويحاول ايقاظ الناس و استمرار الثوره لتحقق أهدافها.. اما ثالث محطاتي مع النديم فكان مع البرنامج الدرامي حكايات بهية الذي كتبه الصديق والنجم صبري فواز و لعب بطولته مع محمد عاطف و إيمان مسعود وخالد النجدي.. 


وكانت الفكره قائمة .

على عمل حلقات في تاريخ مصر من الثوره العرابية حتى نصر أكتوبر تناولنا فيه شخصيات و أحداث.. كانت الحلقة الثالثة عن عبدالله النديم.. كتب الدراما لها صبري فواز اما النص الغنائي فكان من ديوان في نور الخيال وصنع الاجيال في تاريخ القاهره لعمنا فؤاد حداد.. استخدمنا النص الشعري غناءا على الربابة لمغني شعبي اسمه سيد الشاعر والذي كلف التسجيل كله على حسابه لان التلفزيون فقيرا ولا يدفع لمثل هذه الأعمال فكنا نصرف عليها وبالمناسبة اذكر ان تصوير البرنامج تم في قريتي بهبيت.. بالعياط بالجيزه وفي منزلنا كنا نحاول أن نستخدم الامكانيات لتصوير الدراما.. استخدمنا القهوة على طريق السكة الحديد.. استخدمنا المزارع و الطرق واستخدمها حديقة المنزل ايام ما كان فيه حديقة و ابدع مصوري ماسبيرو وخاصة صديقي ايمن متولي في الإضاءة والتصوير  اتذكر ان كل فريق العمل أقام في منزلنا كل ايام التصوير فقد كان هو الاستوديو الرئيسي للتصوير.. 


و تحمل حسام العاوي وعبداللطيف ابو هميلة .

 عبء كبير جدا كمساعدي إخراج لي في العمل الذي لم يكلف ماسبيرو مليما واحدا.. كما كان الغناء بصوت الصديق محمد الشاذلي الذي لحن اغنية النديم وغناها.. محمد الشاذلي موسيقى نادر هو مزيج من محمود الشريف وبليغ حمدى لديه شجن غير طبيعي ولديه إمكانيات فنية كبيره و أيضا واحد من الثوار النبلاء صاحب قضية وصاحب نغم لا يتوه عنه عارفي الموسيقى والفن.. ومحمد له معي تجارب كبيره.. لحن محمد وغني نص عمنا فؤاد حداد في النديم ..مصر يا مصر انا داير داير..ازرع تاني الأرض اغاني ..قد ما أشقى وقد ما اعاني .. شغل الحق ما فهش خسايرمصر يا مصر انا داير داير ..انا داير


كان لابد من وجود النديم :

هذا الذي عشقته في حكايات بهيه كانت المحطة الثالثة مع النديم لي في القناة الثقافية حينما قدمت على شاشتها يوما ثقافيا لمدة اربع ساعات عن النديم.. سجلت تقارير عنه مع المثقفين وكان من ابرزهم المعاطي ابو النجا صاحب رواية العودة من المنفي .. أما ضيف الهواء فكان عبدالرحمن الابنودي في أول لقاء مباشر بينا وهو اللقاء الذي استمر عام ونصف وانتهى بمأساة حصلت على تليفون الابنودي.. و طلبته على التليفون الأرضي.. انا فلان الفلاني بعمل حلقة عن النديم في الثقافية وعايزك معايا ضيف الهواء.. و كعادته يستقبلك بسؤال معجز وكأنه لا يثق في احد في ماسبيرو.. سالني الابنودي سؤال بايخ ولكني كعادتي احتفظ بهدوء كبير جدا.. كان السؤال.. تعرف ايه انت عن عبدالله النديم.. اجبت الابنودي في حوالي ٥٠ دقيقة اتحدث وهو صامت.. احكي وهو صامت.. ا قول اغانيه في المسلسل تقريبا كامله وهو صامت.. 



وفي النهاية علق بكلمة واحدة.. 

عايزني يوم ايه الساعة كام.. وحد يجي ياخدني من البيت.. قلت له انا ها اجي اخدك فقد كنت معد و مخرج معظم الحلقات.. دخل الابنودي استوديو المقطم مترددا ولكن ما ان بدا البرنامج حتى تأكد انه في أيدي امينه فصال وجال الابنودي.. وانتهى البرنامج و الابنودي في قمة سعادته.. وفي رحلة العوده.. قلت له لدي فكرة برنامج عن الغناء الدرامي..  وبنفس  الصيغة في السؤال.. يعني ايه اغاني المسلسلات.. اجبت كتلميذ يدخل الامتحان.. قلت له عايزين نحلل علاقة الغنا بالدراما وتأثيره عليها و هل تحدث تطور فيها ام مجرد اغنية والسلام.. عجبته الفكره ولكنه تردد قليلا لان التليفزيون مش بيدفع فلوس وانتوا القناة الثالثه فقرا اوي.. لكن عشان الفكرة كويسه. انا ها اعملك حلقه وانت بقى مع اصحابك سيد حجاب وجمال بخيت تكملوا .. لكني قلت سيكون الجزء الثاني مع عم سيد حجاب والثالث مع جمال بخيت ثم جيلي من مبدعين الأغنية ابراهيم عبدالفتاح ورفاقي من شعراء جيلي.. تردد  الابنودي ولكنه وافق على بداية التصوير.. وفي التصوير اقمنا حفلة و سجل الابنودي حوالي ساعتين في قصر محمد علي ولكنهم كانوا عن الرحله كاملة.. وهذا كان لا يرضيني فأنا كنت مصمم على حلقة لكل مسلسل..  وفعلها الابنودي عندما علم انه قد تقرر له اجر كبير في الحلقات.. لا أنسى في هذا اليوم الموقف المشرف لرئيس القناة الثالثة مهره راشد التي بذلت جهدا كبيرا لخروج البرنامح للنور برنامجي بحر الكلام.. مع الابنودي والذي قدمت منه حوالي ٧٥ حلقة موجودة في مكتبة ماسبيرو كان من اهمها حلقات النديم.. على الزيبق.. ابو العلا البشري.. 


 وغيرها من المسلسلات ..

 منذ بداية كتابة تيترات الاغاني في ثلاثية الصاوى.. الساقي والضحية والرحيل حتى آخر مسلسل قدمه الابنودي قبل إيقاف البرنامج الحب والنار.. أما توقف البرنامج فكان بمؤامره على انا والابنودي. قام بها احد مخبرين ماسبيرو الذي أصبح في غفلة من غفلات الزمن رئيسا للقناة الثالثة. وكما كانت بداية البرنامج بدعم رئيس قناة كان نهايته بمؤامرة مخبر صار رئيس قناة.. كلموا الابنودي.. و حاولوا ان يغيروا معه المخرج  و قالوا له ان أمن الدولة يطاردني و انني مطلوب هههههههه وكلام من هذا القبيل. احنا ها نغير المخرج وهانرفع لك الأجر. بدا الابنودي يعتذر ثم بدا المخبر يقول ان الابنودي زعلان.. حتى تكلمت مع الابنودي  فكان رده صاعقا حين قال لي الكلام بتاع أمن الدولة واني مطلوب و انا خير على  الابنودي.. هههههه  وطبعا كانت مسخرة الابنودي يردد كلام رئيس القناة الابنودي الذي دخل السجن وعارض عبدالناصر والسادات يقول مثل هذا الكلام.. وبعد سنة ونصف توقف برنامج كان الفضل فيه لعبدالله النديم واحد من البرامج التي اعتز بها.. أدرك الابنودي انه تعرض للعبة ومؤامرة لتوقف برنامجه و وبرنامجي لكنه أدرك ذلك بعد أن وقع في الفخ.. حاول بعدها كثيرا  ان يتحدث معي لكني كنت قد اغلقت الصفحة تماما خصوصا بعد اخر مكالمة بيننا بتاع أمن الدولة..


 لم اتحدث مع الابنودي .

 الا في مرضه الاخير للاطمئنان عليه.. ويومها اعتذر وسألني ان كنت زعلان.. فقلت له لا طبعا.. وبالفعل لم ارفع السماعة عليه إلا بعد أن صفي قلبي تماما.. هذه رحلتي مع النديم المسلسل والشخصية يتبقى منها المحطة الأخيرة تلك انني الان اعيش في إسطنبول بالقرب من مقبرة النديم الذي خرج من مصر منفيا الي تركيا..  كما خرجت انا بعد أن اغلقوا أمامي كل أبواب الحياة و لم اخرج من مصر  الا بعد أن فشلت كل محاولات العمل داخل مصر حتى حينما فكرت في مشروعات عادية كمكتبه او اي عمل وقفوا لي بالمرصاد المره دي بقي بتوع أمن الدولة حقيقي.. أصبحت اعيش بالقرب من مقبرة حكواتي الثَورة العرابية.. لا أدري ان كان الله كاتب لي عوده الي الروح والحياة في مصر ام ان هناك قدرا جديدا ومحطة أخرى تجمعنا مع النديم..

google-playkhamsatmostaqltradent