يكاد المريب يقول خذونى !!
ذهبت مضطرا لقضاء أمر ما في مصلحة حكومية هنا في البحر الأحمر حيث أعمل، وبعد قضائها لفت الموظف المختص نظري إلى أن بطاقة الرقم القومي الخاصة بي أوشكت على انتهاء صلاحية العمل بها ولابد لي من تجديدها. حملت الهم فأنا أكره التعامل مع المصالح الحكومية وخاصة أقسام الشرطة وتوابعها رغم أني أعمل في مستشفى حكومي وأيسر على الناس ولا أعسر فكفاهم ماهم فيه من مآسي الحياة اليومية في مصر. قلت في نفسي ولماذا لا تسأل أمين الشرطة في مستشفاك الحكومي لتتفادى التعطيل وأنت مشغول دوما،
الامين مصطفى ؟
وما أن بدأت الحديث مع الأمين مصطفى في المستشفى حتى ضحك من قلبه، فقلت له: ما المضحك في الأمر؟! قال بجدية: هو إنت فاكر يادكتور إن إنت مش معروف هنا في المدينة التي تعمل فيها في البحر الأحمر؟! فمن أول مأمور القسم وحتى أصغر عسكري يعرفونك جيدا! قلت: صحيح أنا على تواصل معهم أحيانا عبر الهاتف لإعتبارات خاصة بالعمل ومشاكل المرضى مثل حالات التسمم والمقدمين على الإنتحار وغيرهم لكن لا أعرف حتى اسم مأمور القسم! قال: ليس فقط القسم وتوابعه بل رئيس ووكيل النيابة ورئيس وضباط المباحث والمخابرات وضباط وجنود الجيش وغيرهم! زادت دهشتي وقلت له:ياشيخ قل كلام غيرهذا !!
يعني أنا مرصود من كل هؤلاء ؟! صحيح أنا أيضا على تواصل معهم بحكم ظروف العمل ويقصدونني لحاجاتهم المرضية الشخصية بعيدا عن مشاكل المرضى، لكن لا أعرف حتى أسماءهم! فأكد قائلا: ولكنهم يعرفونك تمام المعرفة بالإسم! ألست توقع الفحص الطبي مثلا على الجنود العائدين من إجازاتهم للعودة إلى وحداتهم العسكرية؟! قلت في نفسي: تبقى مصيبة ليكون كل هؤلاء متابعين صفحتي على الفيس وأنا حريص على عدم إدخال أي أحد هنا لصفحتي حتى من يعملون معي طوال 7 سنوات قضيتها هنا،