recent
أحدث المواضيع

نهاية التاريخ ، قصه قصيرة بقلم : محمد الصباغ

الحجم

نهاية التاريخ !! 

لم يكن تائهاً ، ولم يكن يبحث عن شيء ضائع ، ولكن بعدما سألني ؛ بان أنه يبحث عن إجابة ضائعة منه ، ربما كانت ضرورية له لتستمر حياته ، وقد أرادها مني ، ولم أكن شخصياً أعرف أنها عندي ، وإنني سوف أعطيها له في سهولة ويسر . وقد بدا ليّ لحظة طالعته أول طلة عليه ، وكأنه اصطفاني وكان قد اقترب متودداً وسألني وكأنه يعرفني ويعرف شخصي ويعرف جوهر كونهي ويعرف كيف يجدني ؟! . وقد قصد مقصده وسألني : 


"متى ينتهى التاريخ؟"

فقلت وكأني أعرفه وأعرف أنه سوف يسألني سؤاله هذا ، والمدهش أنني وكأني قد تحضرت للإجابة فقلت : "في ظني ينتهي التاريخ ، عندما يدعي المخلوق ، كل صفات الخالق ؟! " .


فقال بدهشه بالغه : ' أو يحدث '

قلت : نعم حدث ، حدث بالفعل ، حدث في الماضي البعيد وحدث في الماضي القريب ويحدث الآن ؛ وسيحدث في القادم حتى تتحقق النهاية والفناء التام للموجودات ، لتبدأ الدورة من جديد في كون جديد ، حتى تحدث النهاية الجديدة للبداية الجديدة ، فهو متلازمة النهاية التي لا يراها أحد ، رغم أنها حدثت منذ بداية البداية . وكأني فاجأته بالإجابة ؛ فقال بتصميم على الفعل ، حتى لو لم أشاركه أنا ، أو لم يشاركه أحد : " لعل الأنسب الآن أن نقتل كل من فعل ؛ فعل من أفعال النهاية ، لعلنا نستطيع أن نؤجل قليلا تلك النهاية ، وذلك الدمار الذي وكأنك  رأيته أنت ووصفته حالاً " بدا الأمر كله بعد جملته الأخيرة ، أكبر من تخيلي ، وأكبر من قدراتي ، وأكبر مما أحتمل حدوثه أمامي ، أو أكون مشاركاً فيه بأي صورة من الصور ، فانصرفت عنه وتركته يشرع فيما انتوى وعزم .


                       

google-playkhamsatmostaqltradent