recent
أحدث المواضيع

كتب مجدى الحداد : لماذا كانت هزيمة السعوديه حتميه ..

الحجم

لماذا كان هزيمة السعوديه حتميه ؟

لا شك أن فوز السعودية على الأرجنتين قد أسعدنا جميعا . وكم تمنينا أن تواصل السعودية تحقيق سلسلة تلك الانتصارات والتي أقترب من المعجزات . ولكن تحقيق مثل تلك الانتصارات له شروط ومتطلبات أفتقر إليها الفرق السعودي ،وكذا البنى الفوقية الراعية والداعمة ، وحتى المؤسسة لهذا الفريق ، وغيره من الفرق العربية الأخرى ـ ما خلا المغرب ، والتي سوف نعود إليها في لمحة عاجلة لاحقا . ولكن يبدو أن تدخل السياسة ــ من خلال ابن سلمان ــ هو ما أفسد على الفريق السعودي مواصلة مشواره في هذه البطولة،


أبن سلمان ؟

وعلى ذات النهج الذي أنهى به ا مع الأرجنتين لصالحه ــ والذي كان من الممكن أن يصل إلى ما وصلت إليه المغرب من مراحل متقدة في تلك البطولة ، لولا هذا التدخل غير الحميد . وحيث أُعتبر أن الفوز على الأرجنتين هو بحد ذاته إنجاز كاف ، وكأن دور المنتخب السعودي كان قد أنتهى عند هذا الحد . وقد عزز ذلك الإهتمام الزائد عن الحد من قبل الإعلام السعودي ، وغيره من إعلام عربي مجامل ومنافق وموالس لابن سلمان في كل محفل وكل شأن .

المدير الفنى للمنتخب السعودى .

وقد نجم عن ذلك ارتفاع سقف التوقعات لدى كل من اللاعبين والجمهور ، وعلى غير أساس ، على السواء . ومع ازدياد الثقة الزائدة ، والتي تحولت أو تفاقمت مع الوقت إلى ربما غرور غير مبرر أيضا ،وحتى وصل الأمر بتسريب كلمة المدير الفني للمنتخب السعودي في غرفة الملابس ، وبين الشوطين ، وهو يحمسهم على أداء مباراة تليق بهم ، وحيث كانوا مهزومين من الأرجنتين بهدف مقابل لا شيء .وأرى أن هذا التسريب هو نقطة التحول في أداء المنتخب السعودي ، وهزيمته من فرق أقل مستوى وأضعف كثيرا من الأرجنيتن ذاتها، وهو الأمر الذي لم يفعله حتى فريق درجة ثانية في أي دولة من الدولة وفي أي بطولة من البطولات ،


المفاجئات الغير متوقعه !

ومنذ اختراع كرة القدم وحتى هذه اللحظة ــ ما يعني انني سباقون في كل ما هو سيء ومقوض لأي بناء أو إنجاز في أي شأن من الشؤون ــ فكان السقوط المدوي للمنتخب السعودي إذن ، وخروجه من الأدوار التمهيدية لكأس العالم في قطر حتميا . وهو ما تلافاه ، وبكل مسؤلية يحمد عليها ، المنتخب المغربي ، وكذا الجماهير المغربية الواعية ، والتي كانت لها حساباتها ، أوبالأحرى احتفالتها مع كل مباراة من المباريات ،ومن غير أن يستبقوا أحداث أي مبارة قادمة أخرى مع فريقهم ، تماما كالمدير الغني الواعي والناجح والذي لها حسابات خاصة تتناسب مع كل مبارة يلعبها فريفه مع أي فريق أخر منافس له . وذلك  لأن كرة القدم مليئة حقا بالمفاجئات غير المتوقعة ، والتي هي غير سارة بشكل دائم ، كما انها ليست سارة أيضا بشكل دائم .


الجمهور السعودى والصدمه !!

وفي الحقيقة أنا تنبأت بذلك ما أن أذيع تسريب المدير الفني السعودي في غرفة الملابس للاعبيه بين شوطي المباراة ، ولم اشأ أن أعلن ذلك وقتها حتى لا أبدو محبطا أو أبدو وكأني أدعو إلى ذلك ، وخاصة في هذا الوقت المبكر من البطولة ، وفي الأدوار التمهيدية للفرق المتنافسة في تلك البطولة ، والتي تخوضها فرق عربية شقيقة كنا كلنا نشجعها وندعمها ، ولازلنا . وقد تلى ذلك إذن الإحتفال المبكر للجمهور السعودي بالصعود الحتمي لفريقهم للدور التالي للبطولة ، وكانت الصدمة ــ لنا جميعا ، والمتوقعة في ذات الوقت ــ هزيمة الفريق السعودي أمام بولندا بهدفين مقابل لا شيء ــ وقد فازت عليها الأرجنتين بهدفين مقابل لا شيء ! ــ وأمام المكسيك بهدفين مقابل هدف واحد ــ والتي قد فازت عليها الأرجنتين أيضا بهدفين مقابل لا شيء !


هزيمة الارجنتين 

 مايعني أن الغرور ــ والذي كان حتى على غير أساس ــ والذي أصاب المنتخب السعودي ، بجانب أشياء أخرى ، وعلى نحو كا ذكرنا آنفا ، كان حافزا على إخفاق الفريق السعودي وخروجه المبكر من كأس العالم بقطر ،وكانت هزيمة الأرجنتين في ذات الوقت أمام السعودية حافزا لها في الفوز في مباراتيها التاليتين في نفس المجموعة من ناحية أخرى ، وحتى تصدر مجموعتها ، وصعودها للدور التالي ، ثم صعودها لاحقا للدور ربع النهائي .


الفرق المتنافسه ..

وهذا في حقيقة الأمر يلخص الفرق بيننا كعرب ، وبين الأخرين ، ليس في الرياضة فقط ، ولكن في الرياضة والصناعة والزراعة والتجارة والسياسة والاقتصاد ، وكل شأن أخر من الشؤون ! وعلى هامش بطولة كأس العالم التي نظمتها قطر بكل حنكة واقتدار تستحق عليه كل ثناء ، وحيث تستحق الفوز بكأس عالم مواز على هذا التنظيم الفريد ، ومنقطع النظير ، ولا يقل قيمة وقدرا عن كأس العالم ذاته الذي سوف يفوز به الفريق الفائز بهذه البطولة ، لابد من ذكر أهم ما يعجبني على المستوى الشخصي، وفي هذا التنظيم بالذات لتلك البطولة، وربما أكثر من مشاهدة الفرق المتنافسة على الكرة وإحراز الأهداف ، وهو مشاهدة الجماهير ذاتها في المدرجات ، وتباين ردود أفعالها بين المكسب والخسارة لفرق أي منها ، وكذا اللقاءات الصحيفية والتليفزيونة مع المشجعين واللاعبين والمدربين وبطرق تلقائية ، داخل الملعب وخارجه ، وذبكل تلقائية ، وبعيدة عن رسائل السامسونج الموجهة سواء للجماهير ،أو حتى اللاعبين والمدربين . وهذا الجانب الذي يستهويني إذن على المستوى الشخصي قد غطته قطر ، وبكل اقتدار ،  وأشبعت رغبات كل من يريد أن يرى كأس العالم من الزاوية التي يفضلها وتعجبه .

google-playkhamsatmostaqltradent