recent
أحدث المواضيع

أبراهيم شرشر يكتب : الدار القديمة !!.. قصه قصيره

 الدار  القديمة . قصه قصيره 

رجة مدوية أيقظت النيام ، وقعت الدار القديمة ، لم تكن هذه هي المرة الأولى !!   فقد وقعت كثيرا، و اعيد بناؤها في كل مرة على نفس الأساس و ذات  التصميم .

الدار والبوابات المحكمه ؟؟

في قلب القرية تقع و عند مجمع طرقها و اتصال الترعة بالبحر الكبير موقع ليس له مثيل مساحتها كبيرة لكن المبنى يشغل أقل من العشر و بقية المساحة مهملة و مهدرة كخرابات تحيط بالمبنى فأصبحت مطعما للجيران أما المبنى نفسه  مبني بطرق قديمة جاوزها الزمن و تخطتها فنون العمارة ، المدخل ضيق و مظلم و عليه بوابات محكمة كأنها بوابات سجن كبير  في صحن الدار عمود وحيد يحمل كتل خشبية تحمل السقف و ترتكز كلها عليه كل الغرف تفتح في اتجاه صحن الدار ، الجالس بجوار العمود يستطيع أن يراقب كل اهل الدار و يتسمع أدق الخصوصيات و يعرف بدقة عادات كل ساكن و من يزور من  و متى ينامون و متى يستيقظون و متى يخرجون و متى يعودون حتى من يذهب للحمام معروف لأن الحمامات أيضا تقع في اسفل السلالم الخشبية  مواجهة للعمود أما النوافذ الخارجية ضيقة و مرتفعة و عليها قضبان و اسلاك . 

الأعمده والجدران ..

العمود مبنى بطوب مخصوص الواحدة منه عبارة عن نصف دائرة فيقوم البناء بوضع كل طوبتين ليكونا دائرة و يتشكل العمود بالشكل الاسطواني  ، الطوب يخرج من المصنع مدهون و مزركش برسوم و الوان زاهية و لذلك بالغ صاحب المصنع في أسعارها و استطاع بمساعدة البنائين و رجاله  عمل دعاية قوية لمنتجه و امعانا في الدعاية و التمويه كان يعقد امتحانات دورية للعمال و يعلن عن مواصفات مبالغ فيها للخامات الموردة اليه  و في كل مرة يعاد فيها بناء الدار يبدو العمود في البداية قويا معتدلاً براقا و لكن بعد فترة وجيزة يفقد بريقه و دهانه و تنكشف خامته الرديئة ثم يبدأ في الميل و الإنحراف حتى يقع و تقع معه الدار 

أهل الداروالصمت المطبق !!

 كلما نصح أحد أهل الدار بإعادة بنائها بالطرق الحديثة التي تسمح بتوزيع الاحمال و اتساع و تعدد المداخل و تسمح بمرور الضوء و هبات النسيم و تراعي خصوصية السكان و هى طرق  انتشرت في كل أرجاء القرية  و ثبت تفوقها و عصريتها يقوم صاحب المصنع و رجاله  و بعض من اهل الدار الذين يلتفون و يتحلقون حول العمود بتخويف اهل الدار من الطرق الحديثة و يحتجون بأنها لا تناسب المكان و لا نوع التربة و لا طبيعة اهل الدار و أن الطرق الحديثة سوف تزيد من الفتحات و المداخل و تعرضهم للخطر و التمزق  فيخاف المساكين و يعيدون بناء الدار بنفس الطريقة القائمة على عمود وحيد ليميل من جديد و يقع و تقع معه الدار.

google-playkhamsatmostaqltradent