أرحل يا سيادة الرئيس !
تعقيباً على خطاب "السيد رئيس الجمهوريه"- مع التحفظ التام على ذكره بهذه الصيغه ولكن وجب أن نذكره بأنه هو الرئيس الذى حكم مصر لمدة "9 سنوات" بعد يناير وما تلاها وأن ماحدث ما كان ليحدث لولا وجود سيادتك حاكماً لهذه البلد! على أفتراض أن ما حدث فى يناير2011 وما تلاها هو السبب الرئيسى فى الوصول بهذا البلد لهذا الوضع الحرج ؟!" سيدى الرئيس"الأجابه القاطعه الذى لا تقبل الشك أو المزايده أو التبرير الذى يحمل بين تفاصيله تلميحات لا وجود لها بأن ثورة يناير وما تلاها هى السبب الحقيقى الذى اوصل مصر لهذا الوضع الحرج هى "لا " قولاً واحداً.
لم تكن يناير سببا لما يحدث الأن ؟!
أبداً لم تكن يناير وما تلاها سبباً فيما نحن فيه الأن لأن حقيقه قيام الثورات لم تكن كما تصورت سيادتك، فالثوره ما قامت الا لوجود الفساد والظلم والحكم الاستبدادى الديكتاتورى القمعى الذى أستولى على مقدرات البلاد ونشر فيها الرعب والقمع ا والارهاب على أختلاف مسمياته سواء كان أرهاباً فكرياً كما تصدر لنا سعادتك بأتهام ثوره عظيمه بأنها هى من أفسدت من البلد وجعلتها على هذا النحو الصارخ من الأنهيار والتدنى !! أو أرهاباً جسدياً مثل الذى تمارسه على كل من خالفك فى رأى أو نصحيه.
القرارات الخطائه !!
فأسمح لنا فى البدايه سيادة الرئيس أن نسلط الضوء على بعض الأمور ونستعيد معاً سيناريو الاحداث فيما بعد ثورة يناير وما تلاها وتحديداً بعد تولى سيادتكم لزمام الامور وجلوسكم على عرش مصر . سيدى الرئيس فى بداية عهدكم أتخذتم قراراً فى غاية الاهميه وهو والقيام بأنشاء مشروع أستثنائى قيل لنا وقتها انه سيغير مجرى الحياه فى مصر وسيضعها فى منطقه مختلفه تماما عما هى عليه، وهو قيام فخامتكم بأتخاذ قرار أرتجالى وغير مدروس وكذلك غير مفهوم بأنشاء قناة السويس الجديده بتكلفة 68 مليار جنيه!! قيل للشعب فى هذا الوقت أن هذا المشروع سينقل مصر نقله نوعيه وسيجعل من أقتصادها أقتصاد عالمى وسينعش خزانه الدوله المصريه بمئات الملايين من العمله الصعبه كعوائد وايرادات سنوياً وهذا لم يحدث !! وهو بعيد تماماً عن الحقيقه سواء من الناحيه الاقتصاديه وعن المنطق من الناحيه العمليه !
أين دراسات الجدوى !!
لان توسعة القناه أو أمدادها بتفريعه جديده ليس له جدوى أقتصاديه على الاطلاق لاسيما وأن كانت قناة السويس مرتبطه بنسبه مرور سنويه للسفن العابره للقناه وكان من الافضل هو أقامة مشروعات لوچستيه للتخديم على القناه وليس لتوسعتها وهذا ما جعل هذا المشروع لا فائده ولا جدوى له وكأنه حرث فى البحر فما ذنب يناير أذاً ؟"السيد الرئيس" لقد أتخذت قراراً منفرداً بأقامة وأنشاء مدينه جديده تحت مسمى العاصمه الجديده أو العاصمه الأداريه .وسخرتم كل أمكانيات الدوله الماديه سواء الخزانه العامه والصناديق أو بالقروض من أجل أقامه هذه المدينه بما فيها من أقامة أكبر برج وأكبر مسجد وأكبر كنيسه من دون دراسة جدوى فعليه لهذا المشروع والذى قد يترتب عليه تأثير مباشر على الاقتصاد فى الوقت الذى تعانى فيه الاف القرى المصريه فى الصعيد ووجه بحرى من نقص فى الخدمات كالمياه والكهرباء والصرف الصحى وهى كانت أحق بالانفاق عليها وكذلك نقص المدارس والمستشفيات وخلافه من الخدمات المهدره وأعتبار أن هذه الخدمات هى منحه من الدوله وليست حق أصيل للمواطن يتم تنفيذه من خلال مبادرات كنوع من أنواع الصدقه تتصدق بها الدوله على شعبها !!
الأنفاق بلا وعى ولا فقه ؟!
فهل ينايرهى من تسببت فى ذلك؟! "السيد الرئيس" لقد أنفقت مئات الملايين على أنشاء كبارى و طرق أستعراضيه لا جدوى لها على الاطلاق سوى أنها أنشائات ديكوريه لتجميل شكل دولتك الذى يعانى شعبها من الفقر والجوع والبطاله، منها ما هو أعرض كوبرى ومنها ما هو أطول طريق فى حين أن البنيه التحتيه الحقيقيه للدوله من مدارس ومستشفيات وصرف صحى فى حاله متهالكه ومنتهية الصلاحيه .فهل يناير هى السبب ؟ "سيدى الرئيس" من الذى منعكم من أتخاذ أجراء حاسم وقوى عندما قامت أثيوبيا ببناء السدود على النيل بعد وصول سيادتكم لحكم مصر ؟ وما هو السبب الرئيسى الذى أرغم "سيادتك" على التوقع على أتفاقية مبادئ ملزمه مع أثيوبيا على اعتبار أن نهر النيل هو نهر عابر للحدود وليس نهر دولى كما نصت الاتفاقيات السابقه ؟ فهل يناير هى من قامت بالتوقيع ؟
فقه الاولويات ؟!
"السيد الرئيس" لقد أتخذتم قرار بأنشاء مشروع قطار المورنيل بتكلفة 30 مليار دولار وبعد أفتتاحه أقرت الحكومه الذى قامت بعمل المشروع وبالأنفاق عليه بعدم جدواه الاقتصاديه وتم أيقاف العمل به . فهل يناير هى من فعلت ذلك؟! "السيد الرئيس" فى الوقت الذى أصبح فيه الشعب المصرى متهالك ومنهار معنوياً ومادياً وذدات فيه نسبة الفقر والجهل والمرض وحدثت فجوه هائله بين الطبقات بنسب غير مسبوقه لم تحدث الا فى عهدكم . أكتشفنا مؤخراً أن مؤسسة الرئاسه قامت بشراء طائره رئاسيه جديده من طراز بوينج تضاف لأسطول الطائرات التابعه للرئاسه يبلغ ثمنها بحسب المعلن 483 مليون دولار نصف مليار دولار تقريباً فى حين أن الاحتياطى المصرى للدوله يواجه كارثه فعليه نتج عنها تخبط أقتصادى غير مسبوق وذادت نسبة التضخم بشكل لا يصدق مما جعل الدوله تلهث وراء صندوق النقد الدولى للحصول على بعض المليارات لأعادة السيطره على الوضع وتسديد فوائد الديون المستحقه والذى قد يصاحبه موجه من الغلاء الذى قد يعصف بالمجتمع فى محاوله أخيره للأبقاء على الفقر والقضاء على الفقراء !
ضياع الاصول فى مقابل الوجاهه؟
فهل يناير هى السبب ؟! سيدى الرئيس لقد قامت حكومتك المبجله بتصفية أكبر صروح الصناعه فى مصر والذى كانت تعتبر من أكبر قلاع الصناعه فى مصر والعالم العربى والشرق الاوسط من أجل أستغلال أراضيها وبيعها لمستثمرين عرب بطريقه غير مفهومه تحوم حولها الشبهات مع العلم انه لا حاجه لهم فيها وحتى ان كانت لهم حاجه فهى لن تعوض مصر عن هذه الصناعات بل ذادت من تشريد العماله وأطفأت شعلة الصناعه وذادت من الامر سوء بما قد يؤول له مصير هذه الاراضى فى حاله بيعها من المستثمر العربى لمستثمر صهيونى أن صدقت التأويلات !فهل كانت يناير هى السبب؟!"سيدى الرئيس" الدول بعد الثورات تحتاج لدراسات ولتخطيط ولأعادة تقيم للمواقف وللاسباب الذى أدت الى قيام الثوره والعمل على علاج هذه الاسباب بشكل معلن وشفاف يضمن للجميع نزاهة المقصد والعمل على الاولاويات بفقه الاولاويات لا بفقه الحذاقه والغطرسه والتكبر وأدعاء الفهم والمعرفه وأحياناً ادعاء النبوه ، "سيدى الرئيس" لقد وصلت بهذا البلد الى نقطه كان من الصعب الوصول اليها على يد محتل لأنك أستأثرت بكافة أمور الحكم عن أن تشرك الشعب فيما يحدث ، فحدث الذى ما كان ليحدث . سيدى الرئيس يناير وما تلاها وما سيتلوها قريباً براء من أكاذيبك وحيلك وتبريرك برائة الذئب من دم يوسف .