recent
أحدث المواضيع

على ابوهميله يكتب : هويس سناء سيف.. هل يفتح باب الحرية ؟

الحجم

                    

هويس سناء سيف هل يفتح باب الحريه ؟

فتح نضال آل سيف بوابات الأمل لدى الآلاف من المصريين الذين يعانون من الحبس والاعتقال على مدار سنوات طويلة، عانت فيها أسرهم من العذاب والانتظار، انتظار فتحة باب بيت ودخول مظلوم قضى سنوات من عمره لا يدري ليله من نهاره. المشهد الذي صار انشودة العالم بوقوف سناء سيف أمام كاميرات الإعلام العالمي تدافع ليس فقط عن حق شقيقها ( أخويا بحسب تعبيرها وشقيقتها منى) علاء عبدالفتاح، بل دفاعا عن كل سجناء الرأي والمحبوسيين سياسيا، ولن أذكر أسماء فيكفي أن نشير إلى أكثر من 1500 سجين خلال الشهور الأخيرة لم يكن أخرهم الصديق الصحفي محمد مصطفى موسى، و الشاب أحمد عرابي الذي تم القبض عليه الأحد الماضي ومازال مسلسل القبض مستمرا حتى كتابة المقال. 

 لقد تحول مؤتمر المناخ !!

إل27 إلى مؤتمر علاء عبد الفتاح وسجناء الرأي، اتجهت أنظار العالم والمصريين إلى ما تقوله سناء، وزعماء العالم عن السجناء في مصر، وهذا الوقوف الشامخ للأبنه الصغرى للمحامي الحقوقي أحمد سيف الإسلام الذي عاش حياته مدافعا عن المظلومين في كل قضايا الرأي مهما أختلف مع أتجاهاتهم السياسية، والمناضلة القديرة ليلى سويف هذه السيدة التي تعطي لنا درسا يوميا في الدفاع عن أبنها وعائلتها، هذا الوقوف القوي لكل الأسرة التي عانت سنوات هو نتاح التربية والعائلة التي لم تتأخر يوما عن نصرة الوطن ولا الدفاع عن ما يرونه الحق.

صور لا تنسى .                    

اعطت صورة سناء وهي تقف أمام كاميرات العالم أحساس بالفخر للمصريين وذكرهم بالمشهد الشهير للسيدة شادية في الفيلم الباقي على مدى التاريخ (شيء من الخوف ) أنه المشهد الذي فتحت فيه فؤادة الهويس ( هويس المياه للأرض) التي عطشها عتريس ديكتاتور القرية، كما تتعطش أرض مصر للحرية، وظل السؤال يراود المصريين هل ينفتح هويس الحرية لمصر على يد سناء سيف كما فتحت فؤادة هويس المياه للأرض العطشانة. مشهد الهويس في فيلم شيء من الخوف كان له جانب سلبي هو وقوف أهل القرية متفرجين بينما فؤادة تتحدى عتريس وجبروته وعصابته،

 لم يتحرك أحد !!

 إلا بعد إتمام فتح الهويس لدرجة أن محمود أبن الشيخ إبراهيم قال " فؤادة لبستنا الطرح يارجالة"، والخوف لدي أن نكون نحن أهالي المحروسة في نفس الحالة، اتمنى إلا يكرر المصريون مشهد الفيلم وإلا يتفرجوا. لم تكن صورة سناء سيف هي الأولى لها في الذاكرة المصرية، فلا ينسى الجميع صورة الفتاة التي سارت وحيدة من منزلها إلى ميدان التحرير في ذكرى الثورة الخامسة وهي ترتدي لباس مكتوب عليه " لساها ثورة يناير" ولم تخشى سلطان ولا سلطات، نعم لم ينسى النظام لها ذلك وحبسها عام أو أكثر، وهنا كانت الصورة الثانية لها وهي تقف في قفص واحد مع شقيقها(أخوها) علاء وهم متشابكي الأيدي، وبالمناسبة هذه الصور وخلال هذه السنوات لم تكن سناء أو علاء فكرا في الحصول على الجنسية البريطانية.     

أمام بوابة السجن .

قضت عائلة سيف أياما وليالي أمام بوابة سجن طرة في أطراف القاهرة للأطمئنان على علاء عبد الفتاح منذ عامين بعد حبسه احتياطا منذ أربع سنوات، والذي أعقبه حبس محاميه محمد الباقر على ذمة نفس قضية علاء. ظلت ليلى سويف الأستاذة الجامعية وأبنتيها منى وسناء في ليالي شتوية باردة في انتظار أن يرق قلب نظام لا يعرف الرقة ويطمئنها على أبنها الوحيد، وكانت الصورة الأولى للفاضلة ليلى سويف وهي نائمة أمام السجن وفي يدها ورقة مكتوب عليها (عايزة جواب) أما الصورة الثانية فكانت للسيدات الثلاث وهم متشابكي الأيدي ونائمين في ذت المكان القريب من الأبن والشقيق ( مغرم أنا بكلمة أخويا التي تقولها سناء ومنى) . 

دورس كثيرة :

في مشوار دفاع آل سيف عن علاء وفي إحدى مطالبات العائلة النائب العام المصري بالأفراج عن علاء أو تحويله للمحاكمة تم القبض على سناء سيف وحبسها عام بتهمة مهاجمة السلطات الغريب أن القبض عليها والاعتداء على أمها وشقيقتها تم أمام دار القضاء العالي، لتعود الفتاة الرقيقة (فؤادة المصرية) إلى سجن النساء بالقناطر، كل هذا ولم يرد موضوع الجنسية البريطانية على ذهن العائلة المعجونة بطمي النيل وعظمته وعطاءه.
 نقلت مني سيف وسناء المعركة من مصر وبوابات سجونها إلى شوارع لندن بعد أن ضاقت كل السبل واغلقت كل الأبواب أمام العائلة  التي تحملت الكثير من التعسف ووصل الأمر إلى سجن أثنين من أبنائها في وقت واحد. كانت ليلي سويف تقضي يوما أمام سجن طرة أو سجن بدر الجديد للحصول على زيارة أو خطاب من علاء ثم تذهب إلى سجن القناطر لزيارة سناء. ذهبت منى وسناء أمام مباني الدولة البريطانية في لندن لتطالب السلطات البريطانية بالتدخل للإفراج عن مواطن بريطاني بعد أن فقدت الأمل في الوطن الأم، وأعتصمت سناء ومنى وخالد أبن علاء هناك ولم يتوقفا عن نشر قضية شقيقها أمام الرأي العام العالمي.

الإضراب عن الطعام ..    

منذ أكثر من 200 يوما وعلاء عبدالفتاح يمارس نضالا سلميا بالاضراب عن الطعام ويعطي مثالا للثوري الحقيقي عندما يدافع عن حقه في سجن أدمي، لم يطالب علاء بالخروج من سجن هو محبوس فيه بسبب التعبير عن رأيه، لم يطالب بمزايا في سجنه يتمتع بها تجار المخدرات والقتلة، لم يطلب عفوا حصل عليه قتلة أو بلطجية وتجار مخدرات وقتلة الثوار . طالب بسجن عادي كما أي مسجون، 
طالب إلا يعاقب زملاءه في الزنزانة لمجرد انهم زملاءه يا سيادة نائب التنسيقية وعضو لجنة العفو الرئاسي، ولم تطالب عائلة سويف ولم تلجأ إلى الجنسية البريطانية إلا بعدما أصبح هناك تعسف وتعمد لقتل علاء عبدالفتاح، وكما قال في أخر خطاب " أذا كان هم يريدون قتلى فليكن ذلك بإرادتي" . لازالت الأدارة المصرية تتعسف في الإفراج عن علاء عبدالفتاح رغم مرور أربعة أيام على إضرابه الكلي عن الطعام، ورغم الخطر الذي يحيط بعلاء عبدالفتاح الذي يسميه رفاقه في ميادين الثورة المصرية (شبح الربيع) إلا أن نضال علاء والعائلة قد صار مثالا رفيعا لكل أهالي السجناء والمعتقلين والمختفين قسريا وهم بعشرات الآلاف إن لم يصلوا إلى مئات الآلاف، فهل فتحت سناء سيف والعائلة هويس الحرية لسجناء الرأي أم هويس الحرية للمصريين

google-playkhamsatmostaqltradent