recent
أحدث المواضيع

مجدى الحدالد يكتب : النظام الأيرانى يخضع مضطراً لمطالب الشعب ..

الحجم

النظام الايرانى ومطالب الشعب ؟

 النظام الإيراني خضع مضطرا لمطالب الشعب الإيراني فألغى شرطة الأخلاق ، والتي هي مكون أساسي في بنية النظام ، و باعتباره جمهورية إسلامية . والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن ، بعد تلك الإستجابة السريعة ، و المفاجئة ، و الغير متوقعة ، من النظام الإيراني - وحيث أثبت حقيقة انه نظام مرن ، وغير متمترس بالبيادة والدبابة في مواجهة شعبه وفرض الفقر والضرائب - والتي باتت أكثر قسوة من نظام الجباية في العصر المملوكي - و المماليك كانوا بالمناسبة عبيد تم شرائهم ، و حكموا بعدئذ مصر - فأثبت النظام الإيراني إذن انه متماهي مع شعبه .وعلى الرغم من خلافنا معهم في العديد من الأمور العقائدية ، فهذا لا يمنع من قولة حق في جميع زعمائهم الدينيبن ، وكذا من ترأسوا الجمهورية الإيرانية . فآية الله الخميني مثلا ، الزعيم الروحي للثورة الإيراينة ، كان رجل زاهد ، وغاية في الزهد ، وكان يعيش في بيت متواضع مفروش بالحصير . ولم يكن ينام على سرير ، ولكن فرش بسيط على الأرض ، ولو فكر في استغلال منصبه أو وضعه - ولا يفعل ذلك عادة إلا ناقص - و أمر حتى بتحويل قم إلى ساحة خضراء مليئة بالقصور الخومينية ، ما اعترض إيراني واحد على ذلك . 


أما أحمدي نجاد ، الرئيس السابق لإيران :

 فإنه لم يلبث حتى رابطة عنق طوال فترة رئاسته ، وحتى بعد ترك منصبه . وكان لديه سيارته الخاصة ماركة " بيجو " موديل عام 1975 ، ولم يغيرها حتى بعد أن صار رئيسا لإيران ، وحتى بعد أن ترك منصبه . إذن فلم ينشأ أي زعيم إيراني ، ومنذ قيام الثورة الإيراينة عام 1979 وحتى الآن ، أي قصر رئاسي واحد للإقامة فيه . ولكن ربما انشأوا فقط بيت للضيافة لاستقبال و إقامة الوفود الأجنية . وكلهم يعيشون بالمناسبة حياة ما دون الطبقة الوسطى ، و هذا هو فقط أهم مايقربهم لشعوبهم ، ويقرب شعوبهم إليهم . و هذا النوع من الأمم هو من يكتب له الاستمرارية و البقاء في حقيقة الأمر ، وربما هذا يفسر مدى العداء والحقد الصهيوني تجاه إيران من ناحية ، و دفاعها في ذات الوقت عن أنظمة عميلة أخرى في المنطقة دمرت بلدانها و أفقرت وجوعت شعبها ، من ناحية أخرى . فالحاكم الذي يبحث عن رفاهه الشخصي على حساب إفقار ومعاناة شعبه ، هو حاكم ناقص في حقيقة الأمر ، وفاقد للشرعية ، وبطريقة تلقائية .



لا عزاء الشعوب المغلوبة على أمرها !!

 سوى فقط أن تمنى النفس عن إمكانية خضوع الأنظمة العسكرية الحاكمة الفاشية المستبدة الفاسدة ، ولو مرة واحدة ، في تاريخها الملطخ فقط بدماء شعوبها والملبد بالغيوم و الشكوك والشجون ، لرغبات شعوبها . فتسلم السلطة مثلا لسلطات مدنية منتخبه ، و تعود لثكناتها ، و تعيد هيكلة الشرطة ، و بما يسمح حتى بتقليل الأعباء المالية التي تثقل كاهل الدولة ، وذلك بإلغاء أحد فروعها أجهزتها المختصة بالاغتيال المادي أو المعنوي - ليس فقط للمعارضين للنظام العسكري ، ولكن أيضا حتى للمختلفين معه ، وفي توجهاته الضارة والمقوضة لأركان الدولة ، والمؤثرة حتما سلبا على وجودها - وكما ألغى النظام الإيراني شرطة الأخلاق  !

google-playkhamsatmostaqltradent