recent
أحدث المواضيع

حكاية من الذكريات سلسلة قصصية بقلم : أحمد محمود

الحجم


ذكريات العمر: دقات القلب (7)

رسب "توفيق بيه" في أحد أصعب الاختبارات الثلاثة للرجال، فقديما قالوا "اختبروا الرجال بالمنقوش والمنفوش والكمبوش".. والكمبوش يقصد به النساء، ومن منا لا يفشل أمام الكمبوش أحلي الكائنات.. الذي حدث أن "سمية" وضعت نصب أعينها الفوز بتوفيق بك رغم أنه متزوج وله أولاد، ويكبرها بثلاثين عاما..

الكمبوش وعدم الخبره !!

 كان يمثل لها حلما جميلا، ويمتلك ما تفتقده.. فهو في القمة، وهي في القاع، هو صاحب نفوذ ومنصب رفيع، وهي متدنية المكانة والامكانيات، هو الطبقة الراقية، وهي الحياة المفككة والعائلة سيئة السمعة، لكنها تمتلك السلاح الأشد فتكاً حيث تجيد استخدام مفاتنها في إغواء وإغراء الرجال.. أوهمته بدهاء أنها تهيم به عشقا، وأغرقته بالعواطف والهمسات الساحرة، ولأنه عديم الخبرة بالنساء أسكرته كلماتها الناعمة، وانتشي بفكرة أن فتاة صغيرة السن تهواه فشعر ان شبابه قد عاد وتوقد.. 

راقصه على العواطف .

ثم انتقلت به "سمية" إلي المرحلة الساخنة حيث إشعال حرارة رغبته، واطلاق العنان لتخيلاته الشهوانية، فكانت تستغل إنفرادهما بمكتبه فتتمايل وتهنز لتبرز بخبث ثديها المثير وكأنه كان منفلتاً بغير قصد فيصاب "توفيق بك" بالدوار، وهكذا الي أن ترنح فأجهزت عليه بإضرام النيران في شهواته، بكشف الأجزاء الأكثر اشتهاءاً للرجل من جسد المرأة، ولكنها كانت تزيد المساحة المكشوفة تدريجيا يوما بعد يوم كرقصة الإستربتيز، فدكت بذلك آخر حصونه، وعندما اطمئنت إلي إنهيار مقاومته بدأت معه لعبة المراوغة، أهملته فطاش عقله، وتمنعت فأصابه الجنون، وابتعدت فركع، ولما استسلم تماما، بدأت تملي طلباتها، وتبدي صراحة شغفها بالمجوهرات الثمينة، ورغبتها في إمتلاك سيارة فاخرة..

عواد باع الارض !!

 سافر إلي بلدته وباع سراً قطعة أرض ورثها عن والده، ليغدق عليها بالمال والهدايا.. علمت زوجته "سعاد هانم" أنه باع الأرض دون إخبارها، فكان مأزقاً رهيباً بالنسبة له، كالذي وقعت أنا فيه أيضاً أمامها، ولكن بشكل مختلف، فبعد اطمئنان أبي الي أن تأخري عن العودة للبيت كان لتواجدي مع "يوسف" إبن "توفيق بك" لم يعاقبني لكن طلب إخباره هو أو والدتي مسبقا.. أوعز لي الشيطان إستغلال هذا الأمر، فبدأت أخبرهما في بعض الأيام بأني سأذاكر مع يوسف، لكني أذهب إلي بيت "إيمان"، وهكذا سارت الأمور علي ما يرام، إلي أن تسبب "الرئيس السادات" بشكل غير مباشر في كشف خدعتي.. 

.. قولى للبيه كليو اللحمه بقى بجنيه ؟؟

فيوم أن قرر رفع أسعار السلع الغذائية، سمعنا ونحن بالمدرسة أصواتاً تدوي: "يا جيهان قولي للبيه.. كيلو اللحمة بقي بجنيه.. أحيه أحيه أحيه".. وخوفا من تطور الأمور أخرجونا من المدرسة مبكراً، فسرنا في الشارع مبتهجين نقفز كالقرود، ونردد هذا الهتاف الظريف الذي أطربنا رغم اشتعال الموقف، مستخدمين حقائبنا المدرسية كطبول وكأننا نغني: "وحياة قلبي وأفراحه"، لعبدالحليم حافظ.. كنت أسعد الناس بالخروج مبكراً في هذا اليوم المرتبك، فأخبرت أمي سأذاكر مع "يوسف"، فلم تعترض رغم القلق الذي يسود البلاد لأن بيتهم مجاور لبيتنا..

الحب القاتل ؟!

 بالطبع ذهبت إلي حيث يتلهف قلبي إلي بيت العصفورة السمراء"إيمان".. هناك وجدت والدتها في حالة فزع فابنتها لم تعد حتي الأن، ولأثبت أنني رجلاً، قلت لها سأبحث عنها وأحضرها.. في بيتنا كانوا يستمعون لنشرة الأخبار، ولما أعلن "السادات" حظر التجول، طلب والدي من أمي الاتصال بسعاد هانم لتستعجلني العودة، والتي ردت عليها بأنني لست موجودا، بل لم ترني منذ أشهر طويلة.. وكان مأزقاً لا أنساه.. 

google-playkhamsatmostaqltradent