يناير بين الشرطة والشعب !؟
كتب : د. حسن مدبولي
فى عام 1951 أعلنت الحكومة المصرية الشرعية المنتخبة عن فتح مكاتب تابعة لها لتسجيل أسماء عمال المعسكرات الأجنبية الراغبين في ترك عملهم لدى المحتل والمساهمة في الكفاح الوطني من أجل الجلاء ، فسارع حوالى 91572 عاملاً بتسحيل أسماءهم خلال الفترة من 16 أكتوبر 1951 وحتى 30 من نوفمبر 1951، كما توقف المتعهدون عن توريد الخضراوات واللحوم والمستلزمات الأخرى الضرورية لإعاشة 80 ألف جندي وضابط بريطاني محتل .
ونتيجة لذلك :
وفى 25 يناير 1952 ردت قوات الإحتلال على تلك القرارات بإنذار قوات البوليس «الشرطة» المصرية بالإسماعيلية بتسليم أسلحتها للقوات البريطانية، والجلاء الفورى عن دار محافظة الإسماعيلية والكمائن المنتشرة هناك ، بل وأن ترحل تلك القوات عن منطقة القناة كلها وتنسحب إلى القاهرة بدعوى أنها تدعم الفدائيين المصريين الإرهابيين المقاومين للإحتلال !! رفعت قوات الشرطة الامر الى الحكومة المصرية المنتخبة والى وزير الداخلية المدنى فؤاد سراج الدين فاصدر أوامره برفض الإستسلام والصمود والمقاومة وفتح باب الجهاد ضد العدو المحتل ، إستجابت الشرطة المصرية للأوامر السياسية ورفضت الإستسلام وقدمت العشرات من الشهداء دفاعا عن قدسية أرض مصر وكرامة شعبها ،لكن المقاومة الوطنية استمرت حتى تم دحر الاحتلال وتحرير البلاد ،،
وفى 18 و19 يناير عام 1977
خرجت جموع الشعب المصرى تندد بغلاء المعيشة وسوء الاحوال وتفشى الفساد والمحسوبية وانعدام فرص العمل مطالبين بالحرية والعدالة الاجتماعية ، فصدرت الاوامر من الحكومة السلطوية الغير منتخبة الى قواتها وأمرتها بالتصدى للشغب والتجمهر ووصفت المصريين بالحرامية ! وبالفعل تم قهر المطالب الشعبية المشروعة والقبض على مئات الشرفاء وقتل العشرات ،،،
وفى 25 يناير 2011
خرج الملايين من أبناء الشعب المصرى يرفضون الذل والاستعباد ويطالبون بالحرية و بجلاء وكلاء الإستعمار الأجنبى عن البلاد ، ورفعوا الشعارات المنددة بالقمع والقهر والبطالة وغلاء المعيشة هاتفين بالمطالبة بإسقاط النظام السياسى العميل ،ورافعين شعار جامع وهو عيش حرية عدالة إجتماعية ،، رد النظام السياسى غير الشرعى الذى جثم على قلوب المصريين بقوة الحديد والنار والدعم الخارجى ، فأصدر الأوامر الى قوات الشرطة طالبا منها ضرورة التصدى لجموع الشعب وقمع تحركاتهم و لو باستخدام القوة الباطشة ، قامت قوات الشرطة بتنفيذ الأوامر وتصدت لجموع المصريين السلميين بكل ما تملك من أدوات القوة ، حيث تم إزهاق أرواح لالاف من المصريين الذين سقطوا شهداء عند ربهم يرزقون ، واستمر الأمر على حاله حتى تم اسقاط ثورة الشعب المصرى العظيم ،،،