recent
أحدث المواضيع

د. يحيى القزاز يكتب : المأزق والخروج بالشراكة أو الاحتيال



فى الازمات السياسية تكون احزاب المعارضة هى الحل.

 الاحزاب الحية ضمان استمرار الديمقراطية، واساس الانتقال السلمى للسلطة. قبل النظر لاداء السلطة الحاكمة، يجب النظر لاداء الاحزاب، ومنها نعرف علة السلطة وميزتها. الاحزاب مرآة نظام الحكم. صلاح الاحزاب وديمقراطيتها وغياب الشللية واحترام لائحتها الداخلية يعنى صلاح سلطة الحكم، وقد يرى البعض العكس إلا ان الاحزاب هى مفرخة الكوادر السياسية. غياب الاحزاب المستقلة الفاعلة يفسح الطريق امام الأقوى ليحكم  باسم الجيش او باسم الدين. 


 ‏المازق فى بطش السلطة واستبدادها، وضعف المجتمع المدنى وتشرزمه، وآخرون يدعون للثأر، وحالمون يدعون للثورة، والقوة الفاعلة خلف السجون، ‏وغلق المجال العام، وأحزاب معارضة معلبة من قبل السلطة، كوادرهم تتبع كل نظام منذ  الحزب الواحد بعد ثورة يوليو 1952 مرورا بالتعددية حتى يومنا هذا، وان اختلفت أيدلوجياتهم. احزاب مهما ادعت من عراقة او صلابة تسعى للتعلق بذيل السلطة، والتحالف مع مخلفاتها حرصا على مصالح خاصة. 

‏بقى الحلم بالخروج من الإزمة بالشراكة أو بالاحتيال حتى تقوى الاطراف المدنية. الدولة وهى منقسمة على حافة الهاوية لاتحتمل انفجارا ثاريا فوضويا. الشعب المنقسم لا يصنع ثورة، وإنما يصنع معارك ثأرية وتصفية حسابات مع بعضه البعض.. لصالح المستبد.

 ‏مصر منذ فجر التاريخ !!

لم يحكمها سوى (عسكر)، منذ عهد الفراعنة مرورا بالغزاة والمماليك ومحمد على باشا ونسله، كلهم اجانب، وصولا لضباط ثورة يوليه 1952 المصريين حتى تاريخه. مصر لم يحكمها مدنى منتخب إلا أ.د. محمد مرسى رحمه الله لمدة عام واحد وعزل. المكون العسكرى فى حكم مصر هو السائد منذ نشأة الدولة وهو الأقوى والمتحكم والمتمكن. ظاهرة يصعب تجاهلها تمسك بتلابيب الدولة، ومجتمع مدنى مستضعف مهلهل باحزابه، باستثناء قلة.


قد.. قد ‏يبدو المخرج فى "شراكة المكون المدنى والمكون العسكرى" للخروج من الازمة، تجربة يحاول السودان تطبيقها الآن تقابلها صعوبات بين الرفض والتخوف وعدم الثقة. لن يكون المكون العسكرى جاهزا للمشاركة الجادة من أجل الإنقاذ والخروج من الأزمة إلا بعد ان " يثور النظام (العسكرى) على نفسه" للصالح العام


 ‏ما اذيع عن لقاء جمال مبارك والسفير الأمريكى والتخمينات بسبب الحصول على دعم ترشحه لرئاسة الجمهورية 2024، يراه البعض مخرجا من الازمة، ورقما صعبا فى مواجهة السيسى، وندا له فى الدعم الغربى وضامنا لعملية انتخابية حرة بلا تزوير (للاسف امريكا هى من يتحكم فى مصائرنا بضعفنا وتشرزمنا) تساعد المكون المدنى من النزول بمرشح قد يفوز او يضع قدمه على بداية طريق آمن خال من التزوير.


 ‏كثيرون لايرحبون بترشح جمال مبارك للرئاسة فهو احد اسباب ثورة 25 يناير 2011، وايضا لايريدون ترشح السيسى لما آلت إليه الدولة من ضعف واستبداد وتفريط فى الارض والنهر وبيع المصانع، وزيادة الاسعار وغرقها فى الديون، وتحويل الدولة من دولة حرة ‏ذات سيادة إلى دولة متسولة لها كفيل. فى يونيه 1967 هزمت مصر شر هزيمة، لم ينكسر كبرياؤها، ولم بتسول شعبها، قامت فورا قاومت وخاضت حرب الاستنزاف، وانتصرت فى حرب اكتوبر العظيم 1973 على إسرائيل.

 ‏هل لم  يعد لدينا إلا المشاركة أوالاحتيال؟!

 #المقاومة_هى-الحل

google-playkhamsatmostaqltradent